صنعاء تتحول إلى مقبرة للأفكار!
شهدت صنعاء مؤخراً تصعيداً غير مسبوق في ظل حملة اعتقالات واختطافات ممنهجة قامت بها مليشيا الحوثي ضد الحريات، مما يؤكد أن الميليشيا قد بلغت ذروة نهجها الإرهابي الذي لا يرى مكاناً للرأي المستقل أو الفكر المخالف. إن ما يحدث ليس مجرد حوادث اعتقال منعزلة، بل هو تصفية شاملة لكل ما تبقى من أقلام حرة وأصوات مدنية.
كانت الضربة الأخيرة والأكثر إثارة للقلق هي اختطاف المفكر والأكاديمي البارز الدكتور حمود العودي، والمهندس عبد الرحمن العلفي، والناشط أنور شعب. هذا الاختطاف تزامن مع الإغلاق القسري لـمركز دال للدراسات الاجتماعية.
هذه الجريمة لا تمثل حادثة عابرة، بل هي بمثابة "مسيرة ممنهجة لاختطافات متتالية" لكل المفكرين الذين ما زالوا يجرؤون على التنفس والكتابة في العاصمة. إن اختطاف شخصية بوزن الدكتور العودي يبعث برسالة واضحة لا لبس فيها: لم يعد هناك مكان للرأي المختلف في "صنعاء المحتلة".
هذا السلوك يرسخ نهج الإقصاء الكامل الذي اتبعته الميليشيا منذ فترة، والذي تجسد سابقاً في اختطاف صحفيين وكتاب بارزين، مثل محمد المياحي، الذي لا تزال الميليشيا تقاضيه من جديد، رغم قرب انتهاء مدة سجنه المقررة. ما نشهده اليوم هو عملية تصفية ممنهجة لكل من يحمل قلماً أو صوتاً مغايراً.
لم يتوقف الأمر عند حدود الصحافة والكتابة، بل اتسعت دائرة عنف الميليشيا لتشمل استهداف المجتمع المدني والعمل الإنساني.
فقد نفذت الميليشيا حملة اقتحامات غير مسبوقة طالت مقرات خمسة من المنظمات الدولية والإغاثية، واحتجزت عدداً من موظفيها ونهبت أصولها. هذه الخطوة تأتي في ظل تضييق متصاعد، حيث لا يزال الحوثيون يعتقلون 59 موظفاً تابعاً لمنظمات الأمم المتحدة، ووجهوا لهم تهماً خطيرة مثل "التجسس والتخابر" بذريعة واهية.
إن هذه الممارسات العنيفة لا تدل إلا على أن ميليشيا الحوثي قد وصلت إلى "مرحلة خطيرة وذروة من الإرهاب والعنف". بل هو تجسيد لنهجها الإرهابي الذي يسعى للقمع الشامل ولا يؤمن بأي شكل من أشكال النظام أو القانون.
إنها "عصابة لا تؤمن بنظام الدولة"، تعيش وتتغذى على العنف والملاحقة. اختطاف الدكتور العودي وزملائه ليس سوى دليل ساطع على أن هدف الميليشيا هو جعل العاصمة صنعاء مقبرة للأفكار قبل أن تكون مقبرة للأشخاص، في محاولة يائسة لوأد أي صوت يمني مستقل يتجرأ على المطالبة بالكرامة والحرية.
المصدر: يمن شباب نت