 
                                    المرأة اليمنية: عمود الصمود وقلب المقاومة
في خضم الصراع المرير الذي يعصف باليمن، تبرز المرأة اليمنية كرمز استثنائي للصمود والتضحية، وتثبت يوماً بعد يوم أنها العمود الفقري والقلب النابض الذي يمنح المجتمع القدرة على البقاء والمقاومة. لقد أصبحت عنواناً للقوة والتحدي في وجه أقسى الظروف.
لقد كانت المرأة اليمنية، كما يصفها الواقع، الأكثر صموداً والأكثر تضحية والأكثر تضرراً. ورغم هذا الثمن الباهظ، أثبتت أنها مصدر القوة والعنفوان الذي يستمد منه المجتمع مقاومته وصبره.
فعلى المستوى الأسري، كانت السند الأول لزوجها وأبنائها، تتحمل مسؤولية الأسرة كاملة في ظل غياب أو استشهاد المعيل، وتخوض معركة تأمين الحياة اليومية بتفاصيلها الصعبة.
إن تضحيات المرأة اليمنية ليست مجرد تضحيات معنوية؛ فقد قدمت الشهيدات والجريحات، وهي الأم والزوجة والأخت والابنة للشهيد، لتكون جزءاً لا يتجزأ من سجل الشرف والبطولة.
لكن دورها لم يقتصر على المقاومة داخل المنزل، بل انطلقت لتصبح الرقم الصعب في الساحات العامة. لقد أخرجت الحرب نماذج قوية في مختلف المجالات.
ففي المعركة الإعلامية خاضت غمار المواجهة بكلمتها وقلمها، كاشفةً للانتهاكات ومدافعةً عن قضايا وطنها. وكناشطة حقوقية، لا تكل ولا تمل في توثيق الجرائم والدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق النساء والأطفال.
والدبلوماسية والممثلة في الخارج، حيث أثبتت قدرتها على تمثيل اليمن في المحافل الدولية، حاملةً صوت الصمود ونبض القضية بكرامة واقتدار، لتمثل اليمن في الغربة بالشكل الذي يليق بها.
ومع هذا الدور الفاعل، لا يمكن إغفال أنها أيضاً الطرف الأكثر عرضة للانتهاك. فالمرأة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، تتعرض للاختطاف والانتهاكات الممنهجة، في محاولة بائسة لكسر إرادة المجتمع عبر إرهاب نسائه.
في الختام، إن المرأة اليمنية اليوم هي تجسيد حي لمقولة "المرأة كل المجتمع". إنها القوة الدافعة التي تمنع الانهيار، وهي المعلمة، والمربية والمدافعة والمقاومة. إنها تستحق منا كل التقدير والدعم، فصمودها هو بوصلة المستقبل الذي يتطلع إليه اليمن.
يمن شباب نت
 
                         
                         
                         
                         
                         
                        