عندما تستغيث تعز يكون القائد حمود هو المستجيب

لم تكن جريمة استهداف الشهيدة افتهان المشهري مجرد اغتيال؛ كانت محاولةً لقتل الأمل، لزرع بذور الفتنة في مدينة أنهكها الألم. اجتمع الحزن والغضب في شوارع تعز، وتصاعدت صيحات المطالبة بالقصاص، بينما كانت الأجهزة الأمنية في سباقٍ مع الزمن. وفي خضم هذا الغليان، برز صوتٌ آخر، صوتٌ يحمل في نبراته وجع المدينة ذاتها.

كان الشيخ حمود سعيد المخلافي رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية ، القائد الذي لم يرضخ للجمود، بل حوّل الحزن إلى حراك، والوجع إلى متابعة دؤوبة. كانت لياليه سهرًا على أمل أن يُزاح الستار عن الحقيقة،. لم تكن الملاحقة مجرد واجب، بل كانت عهدًا بين رجلٍ ومدينةٍ أحبها.

وفي لحظةٍ من الحكمة، قرر أن يضع ثمنًا للحقيقة، ثمنًا ماليًا ومكافأة مالية لم يكن في حقيقته سوى دافعٍ صغير لكشف جريمة كبرى. كانت الفكرة بسيطةً بقدر ما كانت عبقرية، ونجحت في كسر جدار الصمت. لم يأتِ القصاص من حيث يُتوقع، بل من مكالمة هاتفية كشفت عن قاتلٍ مختبئ في ظل خط التماس، كأنه يستظل بالخوف والظلام.

وعندما التقت الإرادة بالقدر، تم الوصول إليه. لم يكن هناك حديث، بل اشتباكٌ حاسم انتهى بوضع حدٍ للفتنة التي كادت أن تشتعل. لقد كانت تلك النهاية القاسية بمثابة إعلانٍ أن تعز لن تُترك لوجعها، وأن من يحمل وجعها في قلبه لن يهدأ له بال حتى يُطفئ نار الغدر.

لذلك، كانت صرخات الشكر للقائد حمود التي علت في المدينة ليست مجرد كلمات، بل تقديرًا لرجلٍ لم يخذل مدينته عندما استغاثت، ولأبناء تعز الأوفياء الذين يثقون في قائدٍ لا ينام وجعًا لوجعهم. فالقصة لم تنتهِ بعد، فما زالت هناك وعودٌ بملاحقة كل من له يدٌ في هذه الجريمة، ورسالةٌ واضحة بأن تعز ستظل محمية، من الداخل والخارج.