
المقاومة: إرادة شعب في وجه الانقلاب
أصبحت المقاومة الشعبية اليوم سلوكًا متأصلًا لدى اليمنيين، يعكس رفضهم للظلم وتصميمهم على استعادة وطنهم ودولتهم. إنها قصة صمود شعب يرفض الانكسار، ويتمسك بحقه في العيش بكرامة وحرية.
ما حدث مؤخرًا في محافظة ريمة، من مقاومة الشيخ صالح حنتوس لمشروع الحوثيين، ليس مجرد حكاية فردية، بل هو جزء من نضال أوسع ضد الانقلاب الحوثي.
يمثل حنتوس نموذجًا للمقاومة الثقافية والفكرية التي تدافع عن الهوية الوطنية اليمنية في مواجهة الأجندات الطائفية. لقد أصبحت قصة نضاله مصدر إلهام لأبناء اليمن، وتؤكد أن الإرادة الشعبية لا يمكن قمعها بالحديد والنار.
وقبل ذلك، كان الشاب حمدي عبد الرزاق، المعروف بـ "المكحل"، قد قُتل في سجون مليشيا الحوثي بمحافظة إب، فتحولت قصته إلى رمز للمقاومة الشعبية السلمية في وجه الانقلاب.
أثار مقتله غضبًا شعبيًا واسعًا في إب، وتحول تشييعه إلى مظاهرة حاشدة هتفت ضد الحوثيين. أصبح "المكحل" رمزًا للمقاومة التي تنبع من الإرادة الشعبية، وتُظهر أن الدفاع عن الوطن يمكن أن يكون بالكلمة والفكر، وليس فقط بالسلاح.
استمرار هذه المقاومة يزرع الأمل في نفوس الناس، ويؤكد أن التغيير ممكن، وأن النضال لم يذهب سُدى. هذا الاستمرار يمنع اليأس من التغلغل، ويحافظ على تماسك الجبهة الداخلية، ويجعل من إرادة الشعب قوة لا يمكن لأي طرف تجاهلها.
فالمقاومة الشعبية في اليمن تُعد حالة فريدة تُجسد إرادة شعب يرفض الظلم، وتُقدم نموذجًا للدفاع عن الوطن. إنها ليست مجرد فعل عسكري أو حمل للسلاح، بل حركة وطنية شاملة ومتعددة الأوجه، واجهت الانقلاب الحوثي الذي هدد بتمزيق النسيج الوطني والدولة اليمنية.
لم تكن المقاومة الشعبية رد فعل عاطفي، بل كانت دفاعًا واعيًا عن مبادئ وثوابت وطنية راسخة، وهدفها الأساسي هو استعادة الدولة ومؤسساتها من قبضة الانقلاب، وحماية الجمهورية اليمنية التي جاءت بها ثورات الشعب. كما سعت إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والدفاع عن المكتسبات التي تحققت عبر تلك الثورات، والتي حاول الانقلابيون طمسها.
وما يميز هذه المقاومة أنها لم تكن حكرًا على فئة معينة منذ انطلاقتها، بل شارك فيها جميع أطياف المجتمع اليمني: من العسكريين السابقين الذين رفضوا الخضوع، إلى المشايخ والقبائل الذين هبّوا للدفاع عن أرضهم، مرورًا بالمدرسين والطلاب والشباب الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الوطن. هذا التنوع أضفى عليها شرعية شعبية قوية، وجعلها تعبيرًا حقيقيًا عن صوت الشعب.
لقد أثبتت المقاومة الشعبية أن القوة لا تكمن في البندقية وحدها، بل تتجلى أيضًا في الأساليب السلمية والفكرية. فإلى جانب المواجهات المسلحة التي سطّرت بطولات وانتصارات في أكثر من جبهة، كانت هناك مقاومة بالكلمة، والأغنية، والفن؛ مقاومة ثقافية وفكرية تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية في وجه محاولات التهميش.
المصدر: يمن شباب نت