خطاب طارق بين دلالة التوقيت وطبيعة الدور
ظهور طارق صالح قبل أيام بخطاب استعراضي أمام قواته بالساحل الغربي لا يعكس طبيعة الدور الوطني الذي حاول ارساله بظاهر حديثه عن مليشيا الحوثي وادعائها الوصاية على الوطن؛ بقدر ما هو خطاباً استهلاكيا يعكس مدى الدور الذي سيلعبه لتحقيق أهداف مموله في استمرار التضييق على مدينة تعز وخنقها من الناحية الغربية.
تزامن خطاب طارق الناعم مع إعادة تموضع قواته وانسحابها من جبهات الحديدة ونشرها في المناطق الغربية لتعز (موزع والوازعية والمخا وطريق الساحل)، جاء الخطاب قبل يوم واحد من حدوث بعض الفوضى في مدينة تعز وقطع شوارع المدينة واحراق الاطارات وعرقلة السير والاعتداء على الممتلكات من قبل أشخاص ارادوا حرف مسار الاحتجاجات التي تشهدها مدينة تعز منذ أيام وتندد بانهيار سعر الريال وتدهور الوضع الاقتصادي وتطالب برحيل رئيس الحكومة معين، والمحافظ نبيل شمسان.
ظهر طارق في خطابه المتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر الـ 59 ليتحدث عن الوطن، ليؤكد حضوره كزعيم في ظل غياب الرئيس هادي وحكومته، محاولا استغلال ملئ الفراغ الذي تركته الحكومة الشرعية في دعم واسناد الجبهات وخاصة بعض مديريات مأرب التي تتعرض للقصف الهستيري من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.
مواجهة الحوثي الذي يريدها طارق في خطابه تتطلب تحريك جبهة الحديدة والساحل الذي يتواجد فيها منذ سنوات، وليس الانسحاب في هذا التوقيت الذي يهاجم فيه الحوثي مأرب، ويتطلب فتح طريق تعز المخا الذي تحرر من أيدي المليشيات وفك الحصار عن ملايين المدنيين بتعز.