
تعز شامخة ببطولات أبنائها
تقف تعز شامخة، تكتب تاريخًا جديدًا للبطولات، "نعم... إنه استشهاد البطل عمر"، قصة فداء أسطورية. عمر، نجل القائد عبده فرحان سالم، مستشار محور تعز، لم يتوانَ لحظة في أن يكون في مقدمة الصفوف، يواجه الموت بصدرٍ شامخ دفاعًا عن أرضه وعرضه ووطنه. روحه الطاهرة ارتقت إلى السماء شاهدة على إباء تعز ورفضها للذل والهوان.
هنا، في تعز الصابرة الصامدة، يصبح الجسد درعًا للوطن، والابن فداءً للأرض.. "نحمي تعز بأجسادنا وأبنائنا، المواطن والقائد" ليست مجرد شعارات، بل هي حقيقة راسخة تجري في عروق كل فرد من أبناء هذه المدينة الأبية، الكل هنا شريك في معركة الكرامة، يقدم الغالي والنفيس في سبيل يمنٍ حرٍ وكبير.
تتجلى أسمى معاني التضحية في كل بيت من بيوت تعز، تجد البيت الواحد منها الشهيد والجريح والأسير، وهي حقيقة تختزل وجعًا عميقًا وفخرًا عظيمًا. كل أسرة هنا قدمت أغلى ما تملك في سبيل الحفاظ على الحرية والهوية والكرامة، مؤكدة أن حب الوطن متجذر في القلوب أعمق من أي جراح.
نعم ففي لحظة فارقة من تاريخ المدينة، خرج شبابها وشيوخها، طلاب المدارس والجامعات والمعلمون، صفًا واحدًا للدفاع عن مدينتهم. لم يتوانوا، بل صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبإيمانهم وعزيمتهم استطاعوا أن يدحروا مليشيا الانقلاب التي أرادت أن تخنق صوت الحق في تعز. لقد أثبتوا للعالم أجمع أن إرادة الحياة أقوى من جبروت السلاح، ولازالوا على نفس الطريق من المقاومة والصمود .
إن قصة استشهاد البطل عمر، وتضحيات أبناء تعز، هي ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي ملحمة بطولية ستظل محفورة في ذاكرة اليمن. إنها شهادة حية على أن الإيمان بالقضية والوحدة والتضحية هي أقوى الأسلحة في وجه الظلم والاستبداد. تعز، بدمائها الزكية، تكتب فجرًا جديدًا لليمن، فجرًا ينبض بالعزة والكرامة والحرية.
في المقابل، تتوارى قيادات الميليشيا الحوثية خلف جدران الكهوف المظلمة، أسيرة أوهامها ومشاريعها الضيقة. يزجون بأبناء اليمنيين إلى أتون الحرب والموت، بينما يحافظون على أرواحهم الجبانة في مأمنٍ زائف. ولكن هيهات! فالتاريخ يعيد نفسه، والكهوف التي يظنونها حصونًا لن تحميهم من عواقب أفعالهم، كما حدث لمن سبقوهم وظنوا أن الظلام يحميهم.
نعم، ستظل تعز منارة للصمود، وبوصلة تضيء دروب الحرية لكل يمنيٍّ أبيّ. دماؤها الزكية ستزهر عزة وكرامة، وستبقى شاهدًا أبديًا على بطولات أبنائها وتضحياتهم الخالدة في سبيل يمنٍ حرٍ وسعيد.
رحم الله الشهيد عمر وجميع شهداء الكرامة الأبرار، وألهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان. تعز تكتب بدمائها تاريخًا من العزة والكرامة، وستظل رمزًا للصمود والتضحية من أجل يمن حر وسعيد.
المصدر: يمن شباب نت