عشر سنوات من المقاومة الشعبية: تعز شامخة في وجه الانقلاب

عشر سنوات مرت، تجرعت فيها "تعز" مرارة الحصار والقصف والدم. عشر سنوات وقفت فيها شامخة في وجه الانقلاب الحوثي الغاشم.

اليوم، ونحن نستعيد ذكرى انطلاق المقاومة الشعبية الباسلة، لا يسعنا إلا أن ننحني إجلالاً لتلك الأرواح الطاهرة التي بذلت الغالي والنفيس، ولتلك الإرادة الصلبة التي كسرت شوكة الغزاة.

في مارس 2015، لم ترضخ "تعز" لغطرسة مليشيا الحوثي التي ظنت أنها قادرة على إخضاع مدينة العز والتاريخ. خرج الأبطال حينها بقيادة الشيخ "حمود سعيد المخلافي" بسلاحهم الشخصي وإيمان راسخ بعدالة قضيتهم، يواجهون ترسانة السلاح المنهوب من خزائن الدولة. لم ترهبهم قلة العتاد، بل أيقظت فيهم نار العزيمة وقوة الإرادة التي لا تقهر.

لقد سطر أبناء "تعز" بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء. صمدوا في وجه الحصار الخانق، وقاوموا القصف الهمجي، وحافظوا على جذوة الأمل مشتعلة في قلوبهم. دحروا المليشيا من مناطق واسعة، وأثبتوا للعالم أجمع أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن إرادة الشعوب أقوى من كل قوى البطش والطغيان.

واليوم، وبعد عقد من الزمن، لا تزال تعز صامدة، ولا تزال مقاومتها الشعبية شوكة في حلق الانقلابيين، وسنداً قوياً للجيش الوطني في معركته المصيرية لاستعادة الدولة والجمهورية. لم تضعف عزيمتهم، ولم تفتر همتهم، بل ازدادوا إصراراً على المضي قدماً حتى تحقيق النصر الكامل وتحرير كل شبر من أرض اليمن الطاهرة.

تحركات مجالس المقاومة الشعبية في مختلف المديريات والمحافظات، وإعلان جاهزيتها للمعركة الحاسمة القادمة، لهي خير دليل على أن جذوة المقاومة لم تنطفئ، وأن نار الحماسة لا تزال متقدة.

يستلهم الأبطال المقاومون نضالات شعوبنا العربية في فلسطين وسوريا والسودان، مؤكدين أن معركة الحرية والكرامة هي معركة واحدة ضد قوى الظلام والاستبداد.

في خضم الذكرى العاشرة لانطلاق المقاومة الشعبية، يبرز الدور المحوري والقيادي للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية كحقيقة لا يمكن إنكارها، وضرورة ملحة لهذه المرحلة التاريخية الحاسمة. فالمجلس ليس مجرد كيان تنسيقي، بل هو الوعاء الجامع لإرادة المقاومة والصوت المعبر عن تطلعات الشعب اليمني نحو الحرية والكرامة التي سلبتها قوى الانقلاب.

فالمجلس يمتلك من الشرعية الشعبية والتاريخية ما يؤهله للقيادة في هذه المرحلة. فهو يعكس إرادة الشعب اليمني الذي ثار في وجه الظلم والاستبداد، ويتطلع إلى مستقبل ينعم فيه بالحرية والعدالة.

ذكرى عشر سنوات من المقاومة الشعبية تستحضر فينا بطولات وتضحيات جميع أبناء اليمن في مختلف المحافظات: مأرب ، الجوف، عدن ، لحج، أبين، الضالع، شبوة، البيضاء، إب، ذمار، وصنعاء،...؛ الذين وقفوا صفاً واحداً في وجه الظلم والاستبداد، فلم تخلُ أي محافظة يمنية من أصوات المقاومة ورفض الانقلاب.

وفي هذه الذكرى المجيدة، يجدد الأبطال العهد للشهداء الأبرار بأن تضحياتهم لن تذهب هدرا، مؤكدين للعالم أجمع أن "تعز" لن تركع، وأن اليمن لن يستسلم. ومستمرون في معركة الكرامة حتى يتحقق النصر المؤزر، وحتى يعود اليمن حراً على أرضه، ينعم بالسلام والاستقرار.

عشر سنوات من الصمود الأسطوري، عشر سنوات من التضحيات الجسام، وأيام قادمة بإذن الله ستكون فيها النصر والتحرير. "تعز" أيقونة الصمود، ورمز العزة، وستبقى كذلك إلى الأبد.

فلتحيا "تعز" حرة أبية، وليخسأ الانقلابيون والمتآمرون.

المصدر: يمن شباب نت