أصبح قرار تصنيف جماعة الحوثي المسلحة في اليمن منظمة إرهابية المقدم من قبل (وزارة الخارجية الأمريكية) والمعروض على (الكونجرس) قرار ساري المفعول ودخوله حيز التنفيذ لعدم اعتراض الأخير حتى هذه اللحظة وعدم عقد جلسة بشأن الاعتراض. 

يأتي هذا القرار - وإن جاء متأخراً- بعد أن اصبحت (الحوثية) مصدراً للإرهاب في المنطقة والإقليم، عبر صواريخها وطائراتها المسيرة المصنوعة إيرانياً والمستهدفة لدول الجوار والملاحة البحرية والدولية، وتشكل تهديداً للمنطقة بممارساتها الفكرية والسلالية المنحرفة والمتطرفة، وآثارها المدمرة على الإنسانية في اليمن ودول المنطقة. 

وهذا يؤكد أن جماعة الحوثي الإرهابية جماعة مسلحة ، وغير سياسية ، لا تؤمن بالعمل المدني ولا تحترم القوانين والمواثيق الدولية، دلّ على ذلك 

ممارستها العملية لأبشع الجرائم بحق الانسان اليمني ، وبحق الدولة والجمهورية منذ 6سنوات.

وتشير جميع التقارير الحقوقية للمنظمات الإنسانية المهتمة بهذا الشأن، أن (الحوثي) بات يشكل تهديداً ، وخطراً على السلم الاجتماعي والأمني والإقليمي والدولي.

حيث أكدت مجمل هذه التقارير أن عناصر الحوثي المسلحة،  زرعت ملايين الألغام في عدد من محافظات الجمهورية،  وقصفت المدن المكتظة بالمدنيين من النساء والأطفال وكبار السن ، بالصواريخ البالستية والمدافع الثقيلة والقذائف، وراح ضحية تلك الهجمات الإرهابية مئات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح. 

 وفجّرت جماعة (الحوثي الإرهابية) آلاف المساكن ومنازل مخالفيها،  وقصفت المستشفيات والمدارس والمصانع والمؤسسات العامة والخاصة والحدائق والمتنزهات العامة وهجرت مئات الآلاف من الأسر والعائلات من منازلها ومناطقها. 

ويقبع في سجونها آلاف المعتقلين والمخفيين قسراً غالبيتهم مدنييون، يتعرضون للانتهاكات الجسيمة، كالصعق بالكهرباء واحراق الجسم بمادة الأسيد والنار، والضرب بالأسلاك حتى الموت، والتهديد النفسي،  وحرمانهم من النوم والأكل والشرب والعلاج ومن أبسط حقوق الآدميين، وحرمانهم من زيارة ذويهم أو الاتصال بأقاربهم منذ سنوات. 

بعض هؤلاء المعتقلين خرجوا مشلولين وبعاهات مستديمة، وبعضهم فاقداً للذاكرة،  وبعضهم جثثاً هامدة فارقوا الحياة تحت التعذيب الوحشي واللا إنساني. 

وما يؤسف له أنّ بعض المنظمات التي اعترضت على تصنيف جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب،  ظهرت كمنظمات تتاجر بمعاناة الشعب اليمني، والأعمال الإنسانية مستغلة الأحداث ؛ لتمويل عمليات الحوثي الإرهابية واللا إنسانية، على حساب العمل الإنساني في اليمن.