اليمن بين لعنة الحوثية وأتباع آل جابر

الحدث الذي لاشك أن المؤرخين سيقفون عنده بالرصد والتحليل هو حدث انقلاب الحوثي الذي خدر أعصاب الجميع من قيادات الدولة إلى قيادات الأحزاب والقوى السياسية والقبلية ، فأسلموا البلاد إلى حرب مدمرة.
 
ونحن هنا لا نريد أن نلوي رقابنا إلى الخلف للحديث عن مرحلة مضى عليها سبع سنوات ، بل نريد التأكيد على أن هذه القوى مازالت تبلع حبوب التخدير وتمارس الاستكانة من أعلى رأس السلطة هادي إلى أدنى القيادات الحزبية والمجتمعية التي تدافع على بقاء المرتب أكثر من دفاعها عن اليمن.
 
لقد جاء التحالف العربي لإنقاذنا وتخليص اليمن من المد الإيراني ، ومضى إلى ذلك يغلق الجو والبحر والبر ، ومارس الحصار الجوي والبحري والبري ، هذا الحصار كان المستهدف منه المواطن اليمني ، بينما قيادات الحوثي تسافر جوا وتحصل على الأسلحة بحرا وبرا.
 
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا تراجعت المعركة من تحرير صنعاء إلى الدفاع عن مأرب ، ولماذا بنيت المليشيات المسلحة وتركت مناطق تماسها مع الحوثيين من أكثر المناطق أمنا ؟ لماذا مازل الحوثي بعد سبع سنوات يتمادى في قتل اليمنيين ويزيد أوضاعهم مأساوية ؟
 
خلال سنوات الحرب مارست السعودية كل أنواع الإذلال والاستكبار في حق اليمنيين تطاردهم في أرضهم وتحاربهم في أراضيها وتضغط على المنظمات بعدم فتح باب الهجرة والتوطين أمامهم ، كل الجنسيات تستقبلهم منظمة الهجرة وشؤون اللاجئين إلا اليمنيين ، ملفاتهم مغلقة بتوصية من السعودية التي تقدم نفسها أنها متكفلة بالجانب الإنساني.
 
لقد وقعت اليمن تحت المخالب الإيرانية ، ولم تكن عاصفة الحزم سوى أكذوبة كبيرة وفخ للإيقاع بشرعية اليمنيين الدستورية ، وكأنها جاءت لتنفيذ الأسطورة التي تنسب إلى الملك عبد العزيز آل سعود ، حينما قال وهو على فراش الموت : انتبهوا ، انتبهوا ، فمن هنا - مشيرا إلى خارطة اليمن - يأتي هلاككم وزوال ملككم ، فلا تطمئنوا لهم... ولهذا يجب محاسبة أولئك الذين مكنوا بعض السعوديين من التعالي على اليمنيين وإذلالهم.
 
أين عبد ربه وعلي محسن وسلطان البركاني وأحمد عبيد بن دغر ومعين عبد الملك ورشاد العليمي وعبد الوهاب الآنسي واليدومي ومستشاري الرئيس ،  وأعضاء البرلمان والشورى والوزراء وقادة الجيش والأمن ، لماذا جميع هؤلاء صامتون ولم يطل أحدا منهم علينا ليقول لنا مالذي يجري ، ولماذا عاصفة الحزم تراجعت وترك الحوثي يحشد إلى مأرب من كل حدب وصوب ، إذا لم تستطيعوا القول ، فبلغة الإشارة ؟ على ماذا تراهنون ، قولوا لنا لكي نطمئن بأن سكوتكم هو الصواب ، أم أنكم تعملون بالقاعدة التي تقول : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب؟
 
على أقل تقدير إذا السفير السعودي لا يريدكم أن تعودوا إلى عدن فليذهب هو وليدير الأمور من هناك ، كما يديرها إرلوا من صنعاء ، إلى متى يصر قادة السعودية على أن هلاكهم وزوال ملكهم من اليمن وليس من محمد آل جابر واللجنة الخاصة والقيادة المشتركة ؟ وإلى متى ستظل قيادة الشرعية اليمنية صامتة على ممارسات التحالف الخاطئة وهي تدرك بأنه لم يبق لها من شرعيتها سوى مأرب ؟