ثورة الـ 14 من اكتوبر قد تغفو لكنها لن تموت

أن يصل الأمر إلى درجة أن تمنع من رفع علم بلدك أو يزج بك في السجن لأنك تحتفل بعيد بلادك الوطني، فهذا ضرب من ضروب العداوة وشكل من أشكال السقوط في العبودية والتبعية للعدو.


نحن اليوم أمام أعداء يمارسون القمع ضد الوطن وضد المنتمين لوطنهم، لكن الأخطر من هؤلاء هم المحايدون أو الصامتون، فالمحايدون يقفون عاجزين في منتصف الطريق بين قمع الجلاد وصرخة الضحية.. المحايدون خذلوا القضية وخذلوا المدافعين عنها .. على الإنسان الحر أن يختار وإلى الأبد في صف من يقف، هل يقف مع الثورة والوطن ومع مستقبل أولاده، أم يقف مع الجلاد ؟.


إن ما يحدث في صنعاء، ليس قضية الشماليين وحدهم، وما يحدث في عدن ليس قضية الجنوبيين وحدهم، وما سيحدث غدا ليس قضية جماعة أو حزب بمفرده، بل هي قضية كل اليمنيين الذين ماتوا على قارعة الحرب والفقر والجوع والخوف.


علينا أن نقاوم قبل أن تفقد الثورة معناها وتصبح الإمامة في الشمال والاحتلال في الجنوب حقيقة واقعة ويضيع الوطن ويتخلى عنه الجبناء ويركب على ظهره العملاء والانتهازيون.


هناك أشياء كثيرة يجب أن نقولها، فلا يعتقد أيا منا أنه مسؤول فقط عما يقوله، فهو مسؤول أيضا عن الأشياء التي لم يقلها، هناك اشياء كان يجب أن نقولها منذ بدأت الحرب تلتهم وطنننا وأبناءنا، لكننا سكتنا، إما بسبب الخوف، أو لأن الموت صار غذاءنا اليومي الذي نتغذى عليه.


أي وضع هذا الذي وصلنا إليه، هناك قائمة من الذين أعدمهم الحوثي ومن الذين ينتظرون الإعدام لمجرد أنهم آمنوا بوطن أفضل، ومثلهم يقبعون في سجون المجلس الانتقالي يتعرضون لشتى أنواع العذاب وصنوفه، ونحن نمارس مزيدا من الصمت.


لقد كنا ساذجين حينما أعطينا المجرمين فرصة لا يستحقونها، فمالذي جنيناه من ذلك، هاهم يقمعون كل من يرفع علم بلاده أو يحتفي بالعيد الوطني، نحن أمام حالة نادرة لم يشهد لها العالم مثيل، نحن أمام لحظة انحطاط تاريخي لا مثيل لها.


هناك من يصر على تقسيم الوطن وتمزيقه في زمن العالم كله يتجمع ويتوحد ونحن نمارس القتل والتنكيل للوصول إلى التمزيق وإلى الخراب.


ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ ٦٠ لثورة أكتوبر المجيدة وقبل أيام احتفينا بالعيد الـ ٦١ لثورة سبتمبر، سيظل هذا الشعب على قلب يمن واحد عاصمته السياسية صنعاء والاقتصادية عدن والثقافية تعز والحضارية مأرب وحضرموت والجوف، فكل المدن اليمنية تمتلك شرعية تاريخية تفتقدها مدن المحتل، فهذا المحتل لن يدوم طويلًا.


إننا في هذا اليوم الذي أشرقت فيه شمس حرية اليمنيين، علينا أن نفخر به ونستعيد دورنا الطبيعي، فثورة سبتمبر وأكتوبر تعد أضخم مشروع لا يزال اليمنيون يتلمسون الطريق إليه منذ ٦٠ عامًا، فهو المشروع الوطني الذي يجب أن ننتمي إليه وعلينا أن نضع أصابعنا على موطن ألداء وتحديد أعداء الوطن والحياة والالتفاف حول الإنسان الذي سيقود مشروع النهضة الشاملة لكي نعيش بقية شعوب العالم.