قيادتان وتحالفان في اليمن وسوريا!

القيادة في سوريا: نتمسك بوحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها. وحليفهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد مراراً: لن نتنازل عن وحدة سوريا! 

وعلاوة على تقسيم سايس بيكو، حاول الانتداب الفرنسي (1920 -1946) زرع النزعات الانفصالية في سوريا، وحاول إقامة عدد من الدول المستقلة داخل سوريا مستغلاً التعدد العرقي والديني والطائفي، وأقام تلك الدويلات فعلاً (خمس في البداية) وأصدر بها مراسيماً واستمرت بعضها مثل دولتي العلويين والدروز 16 عاماً، لكن السوريين بجهودهم وضغوطهم ونضالهم  أفشلوا ذلك في النهاية!

وفي اليمن:لا يتمسك مجلس القيادة الرئاسي بوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه ولا يتحدث أحدٌ منهم عن ذلك أبداً، بل قد يطلبون من جهات دولية تجاهل إعلان ذلك الموقف، صراحةً أو ضمناً!

ولذلك سكتت أمريكا وسكت الاتحاد الأوروبي ولم يعودا يعلنا موقفهما الثابت في دعم وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه بعد النقد الذي وجهه مجلس الرئاسة لبيان الاتحاد الأوروبي، وقال المجلس إنه يحترم التطلعات في "الانفصال"! 

وكان الأَولى أن يطالب  مجلس الرئاسة والحكومة والسلك الدبلوماسي اليمني، كل الدول، بالموقف الصريح الواضح الداعم لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ولكنهم لا يفعلون!

وكان الأصل أن لا يشارك في الحكومة ولا في الرئاسة من يتبنى مشروع الانفصال.

وما يزال حلفاؤنا العرب يدعمون المجلس الانتقالي الانفصالي ويحابونه ويمكنون له في الرئاسة والحكومة ويدفعون رواتب مليشياته الانفصالية ويزودونها بالأسلحة، على مرأى ومسمع! 

يجب أن تنتهي هذه السياسة المعادية لليمن، وعلى أحرار اليمن أن يؤكدوا على الدوام أن بلدهم غير قابل للتقسيم والتقزيم، مثل ما فعل السوريون  أيام الانتداب الفرنسي ويفعلون الآن!

والمشكلة في اليمن ليست في القيادة اليمنية "الرسمية" والتحالف العربي وحدهما، مع أنهما صارا مشكلة بالفعل فيما يخص وحدة بلادنا، لكن تخاذل النخبة في اليمن وصمتها، أمر محير ومعيب ومخجل تجاه هذه القضية الوطنية المصيرية.

بالمناسبة؛ لا نريد أن نُغضِب أحداً، لكن لا يجوز السكوت على ما يجري لبلادنا وإن غضب كل من في الأرض. ولمن يهمهم الأمر أقول؛ وأقصد المسؤولين اليمنيين تحديداً: المسؤولية في مثل ظروف اليمن هذه، ليست وظيفة سهلة ولا هي "مشاي حال" أو زيادة في الأرصدة والأموال والخضوع والتبعية للممولين، وإنما هي مسؤولية وطنية تاريخيّة كبرى ينهض بها الرجال الأفذاذ الأحرار ، ويراقبها الناس بتمعن وسيقف التاريخ أمامها طويلاً.

ورحم الله عبدالعزيز آل سعود الذي أقام أكبر دولة عربية في جزيرة العرب منذ عهد النبي(صلى الله عليه وسلم )  وهي، كما هو واضح، غير قابلة للتقسيم أو البيع، من قبل الشعب السعودي وقيادته، بأي ثمن وتحت أي ظرف! 

ألا نتعلم نحن في اليمن من أقرب جيراننا؛  ومن غيرهم في الشرق والغرب؟!

بل نتعلم من تاريخ أجدادنا السبئيين والحميريين الذين أقاموا دولاً شامخة ومعتبرة في ازمنة غابرة!

ليمن واليمنيون لم يأتوا من فراغ، فلمَ كل هذا  الفزاع والهوان خاصة بعد تشكيل مجلس  الثمانية؟!


(من صفحة الكاتب)