ذكرى 26 سبتمبر أكثر توهجا

مبكرا بدأت احتفالات الشعب اليمني هذا العام بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، مقارنة بالسنوات الماضية، فمنذ الساعات الأولى لدخول شهر سبتمبر المجيد أمس الأحد حتى صار محتوى وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، الحديث عن سبتمبر، نكاية بالإمامة الحوثية ورفضا للاحتلال الإيراني.


وبينما كانت الإمامة تحشد منذ أسابيع بالقوة لتنظيم فعاليتها المركزية المولد النبوي التي تراها يوم التأسيس للإمامة البغيضة، وتجبر السكان والتجار والمؤسسات العامة والخاصة، والمساجد على القطرنة بلونها الأخضر، اكتسح محتوى الإعلام اليمني في وسائل التواصل، بأغاني سبتمبر والعلم الوطني والطير الجمهوري كل الصفحات والمواقع، وصارت القطرنة الحوثية براياتها الخضراء معزولة ومنبوذة.


لم يكن الاحتفال المبكر بذكرى الثورة هذا العام وليد الصدفة وإنما له جذوره المحلية؛ حيث شهد هذا العام سلسلة من الاحتجاجات السلمية هي الأكثر مقارنة بالأعوام السابقة، شملت موظفون حكوميون مثل نادي المعلمين الذي ينظم إضرابا للسنة الثانية على التوالي، وإضرابات عدة لنقابات خاصة مثل المياه المعدنية، والكهرباء التجارية، ومظاهرات للقطاع الخاص، والقبائل، وصولا إلى مزارعي الرمان في صعدة الذين انتفضوا في وجه البلطجة الحوثية بشكل غير متوقع، حد ترديدهم هتافات ارحل يا متوكل.


 الاحتفالات المبكرة هذا العام التي تضمنت رفع الرايات الوطنية، على أسقف المنازل، وترديد الأغاني الوطنية في السيارات والقاعات والاحتفالات، والدعوات العلنية للشباب كما في محافظة إب لانتهاز ذكرى الثورة وتحويلها إلى ثورة شعبية تكتسح الحوثي، وتزلزل أركانه، ويتوقع لها أن تشهد مظاهرات ضخمة في صنعاء وإب وذمار والحديدة ومحافظات أخرى، نُكبت بالحوثي وزادتها نكبة الأمطار والفيضانات بؤسا.


الاستفزاز الإيراني بإرسال مندوبه السامي إلى صنعاء مطلع سبتمبر، رسالة واضحة من الاحتلال الإيراني واستفزاز لا يخطئه كل صاحب موقف وكرامة، ساهم على الأرجح في الرد الفوري عليه شعبيا، إذ تزامن استقبال الحوثيين بالسجاد الأحمر للمندوب السامي الإيراني علي رضائي أو رمضاني مع غرة شهر سبتمبر، رد عليه اليمنيون مباشرة بالاحتفال الشعبي بالإمامة التي تناهض إيران وذنبها الحوثي العداء الصريح، وتتعهد بالمقاومة ضدها حتى تحرير اليمن من طغيانها.


ووفق حديث الناس في صنعاء فإن مكبرات الصوت تصدح بالأغاني ردا على كل ضجيج حوثي وعوائهم الممجوج، وتطور الأمر ليكون صاحب كل  بيت ورب كل أسرة، وكل شاب وطفل وامرأة يستعدون لمواجهة خصومهم وأعدائهم الحوثيين بشكل لم يسبق له مثيل، مستلهمين في ذلك التجربة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الصهيوني، في كل من غزة والضفة الغربية، وإيمانا منهم أن المقاومة ضد الحوثيين هي الطريق الوحيد للخلاص والحرية من الاحتلال الإيراني، وفق الإمكانات المتاحة.


بمظاهر الاحتفال الواسع بذكرى سبتمبر رد شعبي على كل مزايدات الحوثي محليا، ورد صريح وواضح على مزاعمه بأنه يحظى بشعبية نتيجة الهجمات البحرية، التي صارت سينمائية مفضوحة كما شهدناه في الأيام الأخيرة. كما يعد رفض قوي جدا من الشعب للقرارات الحوثية التي تدمر مؤسسات الدولة وتحطم أركان الجمهورية، باسم التغيير الجذري، الذي لا يعد سوى نسخة من تجربة إيرانية لإعادة تصميم مؤسسات الدولة بمختلف أشكالها لضمان السيطرة الحوثية على مقاليد الحكم في اليمن، وتمديد فترة الاستعمار الإيراني.


المصدر: يمن شباب نت