ظل مصطفى نعمان يكتب نقدا وسبا وشتما للحكومة اليمنية طوال سنوات، وازداد نقده حدة مع تولي رشاد العليمي منصب رئيس مجلس القيادة، واصفا إياه بأبشع الألفاظ حتى رضخ العليمي له وعينه في منصب نائب وزير الخارجية.

في منصب نائب الوزير، يبدو النعمان الذي يستغل اسم عائلته النضالي ضد الإمامة منتصف القرن الماضي، يريد رحلات وترفيه واستعراض أكثر مما كان يدعي عن وعيه التام بطبيعة الصراع في اليمني، ويحقق المثل القائل "النار تخلف رمادا".

في مقابلة مع قناة أمريكية قبل أيام، ظهر النعمان مجسدا تماما للطبيعة الانتهازية والتافهة للحكومة اليمنية، وأنها خارج السياق والفاعلية، وأنها لا تدرك ما يجري في اليمن.

اعترف النعمان بأنه وحكومته لا يعرفون ما الذي يحدث في اليمن، وما الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية جراء الغارات، وأنها لا تستطيع فعل شيء حتى لو توقفت الغارات، وذهب إلى واشنطن للتسول بالتجهيز من الألف إلى الياء، من المعلومة إلى كل ما يتطلبه بناء الدولة وفق منظور نخبة الحكم في اليمن التي يجسدها النعمان ورشاد العليمي وأمثالهم.

غير أن أخطر ما قاله مصطفى نعمان في مقابلة مع شبكة بي بي إس الأمريكية إن إضعاف الحوثي سينتج فراغا لن يملأه سوى داعش والقاعدة، وأن حكومته عاجزة، وهو الذي كان يرى نفسه بمقالاته الابتزازية قادما لمواجهة العجز.

إن التصريح من نائب وزير الخارجية بأن داعش والقاعدة هي بديل الحوثي، لا يختلف على الإطلاق عما يقوله الحوثة أنفسهم، وأن الشعب اليمني معطل الإرادة وفاقد الكرامة إلا من حكم الحوثة، وأن الحوثي وفق منطق النعمان يحظى بتأييد شعبي واسع.

انطلق النعمان في تصريحه هذا إلى مقاربة لا تختلف كثيرا عما يفكر به رشاد العليمي: الشعب لا قيمة له، والأمر الأهم هو العلاقة مع الخارج والولايات المتحدة، وأن الحديث عن القاعدة وداعش هو مدخل للعلاقات مع واشنطن ووسيلة لجلب دعمها وحمايتها.

والنعمان كرشاد العليمي يعتقد أن هذا خطاب ناجح، وأن استخدام النعمان لهذا الخطاب يؤكد على صوابية قرار العليمي بأن النعمان إضافة مهمة للحكومة، وأن هذا خطاب يتعامل مع التناقضات الدولية بما يعزز الحكومة التي يقودها العليمي.

ويعتقد النعمان أن مقابلته مع القناة الأمريكية اختراق هائل، وبينما استنكر عليه المذيع، أنه لا يعرف الجواب عن كثير من الأسئلة، استعرض جهله أكثر، سأعود بعد الزيارة بكثير من الأسئلة أيضا.

المصدرك يمن شباب نت