أبو ايفانكا وأبو جبريل

‫انتصرت التقاليد الديمقراطية في أمريكا وعاد ترمب إلى البيت الأبيض رئيساً..

لم يكن الرجل غريب الأطوار مرغوباً لمؤسسات الإدارة الامريكية، واجه الدولة العميقة، والمؤثرين المشهورين، والقضايا المرفوعة ضده في محاكم الولايات المتحدة، علاوة على الحكم الصارم ضده من محكمة الولاية الحوثية بصنعاء.

المثير في عودة ترمب، هو قبول المجمع الانتخابي الأمريكي ملف ترشح أبو ايفانكا لحكم أمريكا رغم حكم المحكمة الواقعة تحت سيطرة أبو جبريل الحوثي، ما جرى يضرب سمعة الحوثيين ويظهرها جماعة هشة يستخف العالم بقرارتها، رغم أن الجماعة لا تتوقف عن ضرب اليمنيين، للتأثير في السياسة الدولية، كما حدث قبل نحو أسبوعين، حين ضربت الهيجة المقابلة لقرية خرائب تريس شمال تعز، بصاروخ ظل الطريق..

الإجراءات الانتخابية التي سمحت لترمب بالعودة، لا بد أن تثير الاستياء في صفوف الجماعة، ومحاسبة المباحث الجنائية التابعة للحوثيين، التي لم تبلغ الدوائر المخولة بأمريكا بالسجل القضائي لترمب كواحد من أصحاب السوابق عند أصحاب السوابق أنفسهم بصنعاء، مع أن هذه التدابير، يقوم بها الحوثيون مع اليمنيين الذين لا يعرفهم أحد ولم يرتكبوا حناية ولا حتى خطأ تافهاً.

قبل أيام احتجز الحوثيون شاباً أعرفه، يعمل في مناطق سيطرتهم، يعيش بينهم، لم ينتقل إلى مناطق الشرعية بتاتاً، كان طفلاً عندما اندلعت الحرب ونما وترعرع في المناطق التي يسيطرون عليها، أبلغ الحوثيون أهله بوجود اسمه في قائمة المطلوبين للأجهزة الحوثية وزعموا بأنه جندي بصفوف قوات الجيش الوطني..

لم يكن هذا الشاب أول شخص تختطفه الجماعة لوجود اسمه في قوائمهم رغم جهل الشاب بالتهمة، هذا ثاني شخص من أبناء القرية نفسها خلال أقل من شهرين. الأول راعي غنم شب في المرعى ولا يعرف المدينة، قبل سنوات جهز الراعي أوراق اغترابه، وسافر إلى المملكة العربية السعودية، حين عاد وانتهت الفيزة، اشترى فيزة أخرى وانطلق إلى صنعاء لمعاملتها، هناك أوقفته المباحث الجنائية التابعة للحوثيين بذريعة وجود اسمه في كشوفات المطلوبين من أصحاب السوابق، وبعد حول الله والصالحين ونهب مبالغ من أقاربه، أخرجه الحوثيون، لكنهم أوقفوه مرة أخرى في ذمار عند سفره إلى السعودية: اسمك ضمن المطلوبين.

لا يمرق اليمني البريء الذي لم يعرفه أحد ولم يرتكب جناية، من بين نقاط الحوثي، لأن اسمه مقيداً في قوائمهم ضمن المطلوبين. لكن وخلال أقل من شهر، مرق من بين أيديهم اسمين شهيرين في قوائم المطلوبين للجماعة الحوثية: أبو ايفانكا وغزوان.

قد نتفهم قفزة غزوان وتساهل الحوثيين معه، لأنه لا يشكل عليهم خطراً بالتأثير على السياسة الدولية، حسب تعبير المحللين، لكن كيف سمحوا لترمب أن يعود إلى البيت الأبيض، رغم شهرته والتأثير الذي سيحدثه، دون أي إجراءات أو احتجاج بزامل على الأقل!؟.

في السياسة، ما يظهر أمام الناس من اتفاقات ومناقشات، لا تؤثر على الواقع، بقدر ما يدور من تحت لتحت.. واستنتاجاً من الرسائل التي لم يلاحظها أحد والتي تحكم العلاقة القائمة بين أبو ايفانكا وأبو جبريل، والمصالح المشتركة للرجلين في الشرقين الأوسط، يبدو أن المنطقة مقبلة على تحولات جذرية، وإلا كيف سمح جحاف لترمب بالعودة للرئاسة؟!

عموماً؛ أمام اليمنيين والعالم، أربع سنوات، لمراقبة الأوضاع.


المصدر: يمن شباب نت