انكشاف الحوثي أخلاقيا

تتوالى النكسات الأخلاقية وربما المحاكمات الأخلاقية على مليشيات الحوثي الإرهابية الإجرامية آخرها أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات ضخمة على البرلماني اليمني الشيخ حميد الأحمر وشركاته التجارية، في الداخل والخارج في الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى.


فرض عقوبات أمريكية على حميد الأحمر ومجموعاته التجارية، بتهمة دعم حماس، وإدارته -وفق المزاعم الأمريكية- أموالا ضخمة بلغت في ذروة أصولها قبل سنوات قرابة 500 مليون دولار لصالح الحركة الفلسطينية يظهر أن الدعم الحقيقي للمقاومة لم يكن حوثيا مطلقا، بل ظهر الحوثي الذي استولى على أموال خصومه ودمر منازلهم متماهيا تماما مع الأمريكيين والإسرائيليين، وتظهر المعادلة الراسخة التي يقولها اليمنيون دوما: الحوثي والولايات المتحدة تجمعهم مصالح مشتركة.


وعند المقارنة، كان الحوثي يزعم بالأمس أنه صعق ودمر وفعل الأفاعيل بالاحتلال الإسرائيلي، وصولا إلى مزاعمه بأنه نظم 750 ألف وقفة احتجاجية، ومزايدته أمام الشعب اليمني بتلك الأفاعيل المزعومة وكأنه يريد كشف حساب واستحقاق نتيجة ما يقوم به، وهو فعلا يسعى إلى ذلك، بينما لا تجد من الطرف المعاقب فعلا من الأمريكيين أي حميد الأحمر أي تصريح أو من أو ادعاء بطولات أو نقد للآخرين أو مزايدة.


أكثر من ذلك ظهر القائد الأمريكي السابق للقيادة المركزية كينيث ماكينزي في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى يتحدث عن عدم وجود إرادة سياسية أمريكية لإنهاء الهجمات البحرية الحوثية في البحر الأحمر، وهذا يؤكد ما يقوله اليمنيون ويعيشونه واقعا بأن الطرفين أي الحوثي والأمريكي الإسرائيلي تجمعهم مصالح مشتركة، مبنية على عقائد في ظاهرها مختلفة وفي جوهرها متفقة.


بالتزامن، تواصل مليشيا الحوثي خطف وإرهاب آلاف الشباب من المحتفلين بذكرى ثورة26 سبتمبر وحملهم الأعلام الوطنية، بطريقة تذكر بالاحتلال الإسرائيلي الذي يخطف الفلسطينيين بدون أي حق، ويريد احتكار الأراضي المحتلة له وحده وتهجير سكانها، ويريد الحوثي نفسه تماما احتكار اليمن له وحده، وعدم السماح مطلقا بوجود أي يمني ليس حوثيا أو من خارج الجماعة وفئته البغيضة.


ومع تزايد حملات الخطف الحوثية، تزيد الحملات الشعبية للمطالبة بإطلاق سراح الشباب المخطوفين بتهمة الجمهورية وذكرى سبتمبر، وصارت تؤرق مليشيا الحوثي، مع تكون اتجاه شعبي واسع في مناطق سيطرته لا ينظر إلى الحوثي إلا على أنه محتل دخيل يرفع الأعلام الإيرانية وقادة المجاميع الإرهابية التي ذبحت العرب في اليمن ودول أخرى.


هذا التعري والسقوط الأخلاقي للحوثيين مقدمة حتما لسقوط الحوثي المدوي قريبا، كما سقط من فشلوا في مواقف مماثلة من أتباع محور الإرهاب الإيراني أمام الإرهاب الإسرائيلي، وسقطت فيه إيران نفسها، بعد أن اقتحمت اليمن ودول عربية أخرى بحجة دعم فلسطين، ومن المهم للحوثي أن لا يبالغ بإجرامه بحق الشعب اليمني، وأن يكف عن جرائمه، وأن يطلق المخطوفين على ذمة ذكرى سبتمبر والعلم الوطني، ويعتذر إليهم، كي يخفف من النزعة الانتقامية التي تتشكل ضده، خاصة بعد التغيرات الإقليمية التي تظهر ملامحها حاليا، وهو يعلم يقينا أن تلك المتغيرات الإقليمية هي أحد أركان سيطرته في وقت سابق، وبكل تأكيد ستكون أحد أسباب سقوطه.


المصدر: يمن شباب نت