معادلة الموانئ بالموانئ تبخرت أمام الصهاينة

هدد الحوثي وأرعد وأزبد في الشهرين الماضيين: الموانئ بالموانئ، في مواجهة السعودية، والمطار بالمطار والبنك بالبنك، وغيره من التهديدات التي كان يوجهها للسعودية، لتحقيق طموحاته بالهيمنة على الشعب اليمني، من بوابة التهديدات الموجهة للرياض.


في ذروة التهديدات الحوثية ضد السعودية، وقبلها ضد الموانئ اليمنية، تلقى الحوثي ضربة مدمرة في ميناء الحديدة الرئيس الذي يسيطر عليه الحوثي شنها الصهاينة، في العشرين من يوليو الماضي. الهجوم الصهيوني دمر مخازن الوقود وعدة رافعات في الميناء. تشير بعض التقديرات إلى أن الخسائر جراء الضربة قد تصل إلى 100 مليون دولار، أو أكثر، من قيمة الوقود الذي كان مخزنا هناك، ولا يشمل ذلك الرقم تكاليف إعادة بناء تلك الخزانات.


الموقف الحوثي من تلك الضربة كان مهينا ومذلا لهم ولأنصارهم: وفق حديث عبدالملك الحوثي فإن الضربة كانت استعراضية، وغير مؤثرة، وفق زعمه. شكلت الاستجابة الحوثية بهذه الطريقة للضربة مخرجا من تثبيت معادلة الميناء بالميناء التي كان يضج بها ليل نهار. وسخرية واضحة مما قاله الحوثي بأنها مرحلة خامسة من التصعيد ضد الاحتلال.


مر أكثر من أسبوعين على تلك الضربة التي استمرت حرائقها أكثر من أسبوع، وعجز حوثي واضح عن إخمادها، ومقتل وإصابة العشرات، والأكثر من ذلك: لا حديث حوثي عن الرد.


لم يرد الحوثي حتى الآن على ذلك الهجوم، ويثور تساؤل مثير فعلا: لماذا لا يرد الصهاينة على الحوثي باستهداف السفن المتوجهة إلى موانئ الحديدة كما يفعل الحوثي مع السفن المتوجهة وفق زعمه إلى ميناء إيلات، إن كان الطرفان يزعمان أنهما في مواجهة حقيقية وحاسمة؟ والجواب يمتلكه الطرفان نفسيهما.


بالمقابل، يكشف الموقف الحوثي المتوعد والمهدد كما في الشهرين الماضيين، وكذا الموقف الحوثي المدمر ضد الموانئ اليمنية مثل عدن والنشيمة والضبة أنه لا يتردد في قصف تلك المنشآت دون تحذيرات، وتفاخر الحوثي نفسه بعد هجوم شنه مجرموه أواخر 2022 بأن الضربة دقيقة دمرت منصة التصدير "قال الحوثي مزهوا بدقة الضربة الإجرامية: دمرنا البزبوز". تقدر تكلفة صيانة تلك المنصة بأكثر من 55 مليون دولار وفق بعض التقديرات.


التفسير الممكن لظاهرة الغطرسة الحوثية أمام اليمنيين وذله أمام الصهاينة، أنه تنظيم أنشأته إيران لتدمير اليمن، ومن ثم استخدامه لمواجهة الإقليم العربي في الجزيرة، إن استطاعت إحكام السيطرة على اليمن. التفسير الثاني ما قاله الصهاينة في إعلامهم أن الحوثي لم يواجه أي مقاومة أو اعتراض من أحد على هجماته البحرية طيلة الأشهر الماضية وفق التقارير الصهيونية، وبالتالي كان يتحرك في بيئة آمنة، من الرد.


حتى وإن رد الحوثي على تلك الهجمات، فإذا لم يكن من نفس مستوى الهجوم الصهيوني على ميناء الحديدة، فإنه يشبه بذلك أو لا يخرج عن طبيعة الردود الإيرانية على الهجمات التي تتعرض لها وتهينها في عقر دارها كاغتيال هنية، وقبله الغارة المدمرة على قاسم سليماني، وفي الأخيرة كشف ترامب عن أن الإيرانيين أخطروه بأنهم يريدون إطلاق 18 صاروخا على قاعدة عسكرية طلبوا إخلاءها وقدموا تعهدا بأنها لن تصيب أحدا، لخداع شعبها.


إن الحوثي يسير في ذات الاتجاه، بينما يحاول قمع الشعب وإحكام السيطرة عليه بالقمع والقوة ومزاعم مقاومة الاحتلال، يوظف مثل هذه الدعايات الفجة لادعاء بطولة هو أبعد عنها من عين الشمس.


 يمن شباب نت