‏عن التركة الثقيلة لجرائم القتل التي وثقتها بي بي سي

خلية الاغتيالات متعددة الجنسيات التي قتلت المئات من ازكى وأطهر رجال اليمن في مدينة عدن وفي تعز وحضرموت، انجزت مهمتها تحت انظار الأمريكان، الذين  كان لهم قائمتهم الخاصة من عناصر القاعدة مزدوجة الدور الأمني والإرهابي وقامت بتصفيتهم بطائرات ومعهم العشرات من الأبرياء.


قائمة الإمارات كانت ايديولوجية وسياسية ونفذت عبر العناصر الإرهابية المزدوجة الدور، مما يكرس الإمارات كنموذج صارخ لإرهاب الدولة العابر للحدود، فهناك العشرات من الناجين برلمانيين وسياسيين وقادة عسكريين  ينظرون بفزع لاسمائهم التي كانت مدرجة في قوائم القتل.


فيلم BBC الاستقصائي وضع النقاط على الحروف ورسم مشهد الجريمة مسرحاً وشخوصاً وأدواراً وضحايا، وأسقط كل الذرائع التي كانت ترفع في وجه من انتقدوا وكشفوا الدور الارهابي للامارات ومهمة التحالف السيئة في اليمن. 


لا اخوان ولا إصلاح بل مؤسسة إعلامية بريطانية كبيرة وعريقة هي التي انتصفت للضحايا وقدمت عبر هذا الفيلم الاستقصائي بلاغاً موثقا للضمير العالمي لكي يقف بمسؤولية أمام جرائم نُفذت بأسلوب متجرد من المسؤولية القانونية والأخلاقية للدول وعكس تحالفاً إجراميا بين مرتزقة ودول سخرت أموالاً طائلة لكي لا ترى على الساحة اليمنية أحزاباً ومؤثرين وقادة اجتماعيين محبوبين ودولة تستعيد عافيتها وميليشيات تغادر مربع العنف العبثي الممول بسخاء.


ان جرائم القتل السياسي لا تُطوى عبر التصريحات المحبوكة بإتقان لتنفي مسؤولية الدولة المتورطة في ادارة هذه الجرائم وتمويلها، ولا يمكن أن تسقط بالتقادم.


أدرك ان الجهاز القضائي في اليمن قد تم تحييده ولكن هذا الفيلم سيبقى جرساً مدويا في آذان حراس القضاء في بلادنا وفي البلدان الضالعة في جرائم القتل ولن يدعهم يهنأوا بالمناصب والامتيازات المتحللة من الدور والمسؤلية والقسم الذي نطق به اعضاء السلطة القضائية على المصحف الشريف قبل ان يتسلموا مناصبهم القضائية.