مجلس القيادة الرئاسي اذ يُساق الى سلام مذل

في الرياض التقى  اعضاء مجلس القيادة الرئاسي وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وسط انباء تفيد بأن المجلس الرئاسي وُضع أمام خيار التوقيع على اتفاق، اوضح الامير خالد  أنه  يتضمن “خارطة طريق بين الأطراف اليمنية؛ لإنهاء الأزمة بإشراف الأمم المتحدة”.

وإذ تبشر السعودية بسلام وشيك في اليمن فإن ذلك يأتي فيما تعاني الشرعية من تهميش وتضعضع وصراع وحضور خفيف الوزن في الجغرافيا المحررة، في مقابل رسوخ اركان الجماعة الانقلابية في الجزء المكتظ بالسكان والفرص، مزهوة بفائض عسكري وبانخراط في معركة طوفان الأقصى، واشتباك جوي مع المسيرات الأمريكية التي تجوب سماء اليمن. 

فأي سلام يمكن ان ينصاع له طرف لا يحتاج الى سلام بقدر ما يحتاج الى تجريد اليمن من حقه في استعادة الدولة والكرامة والقرار المستند الى ارادة الشعب، وهو هدف لم يعد هناك من طريق لتحقيقه الا بالحرب.

السياق الزمني والظرف الإقليمي  لا يترك مجالا للاستبشار بسلام وسط الحرب العدوانية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة بمشاركة كاملة من قبل الولايات المتحدة وبدعم غربي كبير وتسقط معها كل قيم الحرب وقواعد القانون الدولي ، الى حد لم يبق معه اي مستوى من المصداقية لدى الادارة الامريكية التي يقوم مبعوثها الى اليمن بزيارة للمنطقة بالتزامن مع التحركات السعودية ويريد يقنعنا بأنه يساهم في تحقيق السلام هدفه على ما يبدو  تمكين جماعة الحوثي  التي اتهمتها واشنطن قبل اسبوعين اكثر من عشرين يوما بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على مدمرة تابعة لها في البحر الأحمر. 

وزير الدفاع السعودي أبلغ  مجلس القيادة الرئاسي بما قضت به الارادة الملكية،  ولا اظن ان حدثاً كهذا يجري دون ان تحظى قيادة الشرعية بمعاملة بروتوكولية لائقة يفترض معها ان التوجه نحو اتفاق للسلام ينبغي ان يتم على الأقل من خلال لقاء مع الملك وولي عهده لان الشرعية ليست طرفا كبقية الأطراف.


من صفحة الكاتب على "الفيسبوك"