
باستثناء أمريكا.. أعضاء مجلس الأمن يدعون إسرائيل لإنهاء التجويع في غزة
دعا جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة لإنهاء التجويع في قطاع غزة. وقالو في بيان "أن أزمة الجوع من صنع البشر"، وحذروا من أن استخدام التجويع سلاحا في الحرب محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي بيان مشترك دعا أعضاء المجلس الأربعاء، وعددهم 14 في بيان مشترك، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وزيادة المساعدات بشكل كبير في أنحاء القطاع.
وطالبت الدول إسرائيل لرفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات فوراً ودون شروط. وجاء في البيان "يجب وقف المجاعة في غزة فورا… الوقت عامل حاسم. لا بد من معالجة حالة الطوارئ الإنسانية دون تأخير، ويجب على إسرائيل منعها".
أمريكا تنكر التجويع
في المقابل، أيدت الولايات المتحدة أفعال إسرائيل، وقالت المندوبة الأميركية خلال الجلسة إن بلادها ترفض ما سمتها "كذبة سياسة التجويع" في غزة، واستنكرت تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" المدعوم من الأمم المتحدة، قائلة إن هذه الجهة "أخفقت في الاختبار".
لكنها ذكرت مع ذلك أن "الجوع مشكلة حقيقية في غزة وأن هناك احتياجات إنسانية كبيرة".
وكان "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" قد أعلن في تقريره يوم الجمعة الماضي رسميا انتشار المجاعة في محافظة غزة، مبينا أنها تؤثر حاليا على أكثر من نصف مليون إنسان وأنها قد تمتد إلى دير البلح وخان يونس في الأسابيع المقبلة.
وخلال جلسة مجلس الأمن الشهرية حول القضية الفلسطينية، قدمت عدد من الإحاطات، من بينها كلمة المراقبة الأممية الدائمة في غزة جويس مسويا، والرئيسة التنفيذية لمنظمة “إنقاذ الطفولة” إنغر آشينغ.
المراقبة الأممية الدائمة في غزة جويس مسويا “إن إنهاء هذه الأزمة التي صنعها الإنسان يتطلب منا التصرف كما لو أن أمنا أو أبانا أو طفلنا أو عائلتنا هم من يحاولون البقاء على قيد الحياة في غزة اليوم".
ورحبت بـ"الزيادة الطفيفة" في المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة، وباستئناف عمليات تسليم السلع الغذائية. وقالت "إنها تطورات مهمة، لكنها لن توقف المجاعة".
أطفال غزة جائعون
من جانبها قالت رئيسة منظمة إنقاذ الطفولة أمام المجلس أن "أطفال غزة الجائعين وصلوا إلى نقطة الانهيار" وتساءلت أين أنتم؟، ووصفت بالتفاصيل احتضارهم البطيء مؤكدة أنهم باتوا لا يقوون حتى على البكاء.
وشددت المسؤولة على أن المجاعة التي أعلنتها الأمم المتحدة في غزة الأسبوع الماضي ليست مجرد "مصطلح تقني". وقالت "عندما لا يكون هناك ما يكفي من الطعام، يعاني الأطفال من سوء تغذية حاد، ثم يموتون ببطء وألم. هذا، ببساطة، هو معنى المجاعة"
وقالت: "يخيِّم في عياداتنا الصمت تقريبا. لم يعد لدى الأطفال القدرة على الكلام أو البكاء وهم يحتضرون. إنهم يرقدون هناك، هزيلين، يذوبون حرفيا أمام أعيننا، أجسادهم الصغيرة يغلبها الجوع والمرض".
وتابعت "أخبرناكم بصوت عالٍ وواضح أن هذا قادم. يتحمل كل من في هذه القاعة مسؤولية قانونية وأخلاقية في التحرك لوقف هذه الفظائع".
وأعلنت الأمم المتحدة في 22 آب/أغسطس رسميا حالة المجاعة في غزة، وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، "هناك مجاعة في محافظة غزة التي تضمّ مدينة غزة ومحيطها وتشكّل 20 في المئة من مساحة القطاع، مع تقديرات بأن تنتشر المجاعة في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر أيلول/سبتمبر".
ونبّه خبراء الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون "جوعا كارثيا"، وهو أعلى مستوى في التصنيف ويتّسم بالمجاعة والموت.
وطالبت إسرائيل الأربعاء التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بسحب التقرير الذي زعم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بأنّه "كذب صريح".
ومنذ عامين تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق، حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وخلفت أكثر من 62 ألف شهيد و158 ألف مصاب، كما استشهد جراء التجويع 313 فلسطينيا، بينهم 119 طفلا.