شرعية الشعب وقوة اللحظة: تعز على موعد مع التاريخ

الشرعيّة الشعبيّة التي أشرتُ إليها في المنشورين السابقين هي الأساس الذي يمكن الاعتماد عليه لتفكيك البنية التحتيّة لمنظومة الإرهاب والجماعات المسلحة من مجرمين وقطاع طرق — دون تسيسٍ أو تحزّب لقضاياٍ مصيرية تخص الوطن والشعب، فالحزب مهما عظمت قدرته أو تلاشت مصادر قوته، فهو ليس الشعب؛ ولا يملك وحده شرعية حسم القضايا الوطنية الكبرى، والأحزاب الرصينة في مثل هذه المحطات لا عليها سوى استدعاء الشرعية الشعبية، ولا يمنع أن تكون طليعة متقدمة في الحراك.

لا ريب أن خروج الشعب اليوم في تعز سيخلق معادلة جديدة، وسيكسر الدوائر المغلقة، ويفتح الباب لضرب البنية التحية للإجرام والفوضى، ويقطع الطريق على المشاريع الأمنية الهادفة إلى إسقاط المحافظة أمنيًا، كما سيوقف حفلات الرقص على دم الضحايا، ويمنع محاولة تبرئة الجناة بغطاءٍ زائف.

دم الشهيدة أفتهان لن يضيع، وسيتحول الى منارة كفاح، وسيبقى ملف الاغتيالات والأنتهاكات في تعز قضية واحدة لا تقبل التُجزئة، وتبقى الحاجة ملحّةً إلى اصطفافٍ وطنيٍّ وسياسيٍّ وحزبيٍّ موحّدٍ ومنسجم مع هذه الشرعية الشعبية لحسم العديد من الملفات الأمنية، والعديد من لقضايا العالقة في تعز وغيرها.

ستظل تعز على موعدٍ مع التاريخ؛ ولن تخلفه، زمانًا ومكانًا، بإذن الله.