موقع بريطاني: سيطرة الامارات على سقطرى يفاقم التأثيرات المناخية

يمكن القول إن سقطرى الغارقة في الأساطير والحياة النباتية الغريبة، من بين أكثر الأماكن الفريدة على هذا الكوكب، لسوء الحظ انزلقت هذه الجزيرة ذات المناظر الطبيعية الجميلة منذ ذلك الحين في أوقات عصيبة بعد أن تورطت في الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، وهي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.


تقع سقطرى في المحيط الهندي على بعد حوالي 340 كيلومترا (210 ميلا) قبالة ساحل اليمن، لا تبعد كثيراً عن طرف الصومال عند مصب خليج عدن، إنها أرخبيل من الناحية الفنية يتكون من أربع جزر، سقطرى هي الأكبر من حيث بعض الهامش.


وتشتهر الجزيرة بتنوعها البيولوجي الفريد الذي يشمل العديد من الأنواع غير الموجودة في أي مكان آخر على كوكب الأرض. وفقًا لليونسكو، فإن 37 بالمائة من 825 نوعًا من النباتات في سقطرى، و90 بالمائة من أنواع الزواحف، و95 بالمائة من أنواع الحلزون البري لا توجد في أي مكان آخر في العالم.


واحدة من أكثر الأنواع شهرة الموجودة هنا هي شجرة دم التنين، وهي شجرة ذات مظهر غير عادي اكتسبت اسمها لأنها تفرز نسغًا أحمر يشبه الدم من جذعها.


يعتقد البعض أن قابيل وهابيل وُلدا في سقطرى بعد أن طُرد والداهما، آدم وحواء، من جنة عدن. وفقًا للروايات الأسطورية الشعبية، ظهرت شجرة دم التنين عندما ارتكب قابيل أول جريمة قتل في العالم ضد شقيقه هابيل، مما أدى إلى إراقة دمه في التربة والسماح للشجرة بالنمو كسماد دموي.


على الرغم من غموضها النسبي، فإن الجزيرة النائية ليست خالية من الضغوط العالمية لتغير المناخ. حيث توقعت إحدى الدراسات في عام 2007 أن عدد أشجار دم التنين يمكن أن ينخفض ​​بمقدار النصف تقريبًا خلال هذا القرن نتيجة لتوجه الجزيرة نحو الجفاف التدريجي.


تُعرف شجرة دم التنين باسم دم الأخوين باللغة العربية، حتى اسم سقطرى نفسه يقال إنه مشتق من اللغة العربية "سوق قطرة"، والتي تعني "سوق دم التنين". ونظرًا لجمالها الطبيعي، تُعرف الجزيرة أحيانًا باسم "جوهرة خليج عدن" أو "غالاباغوس المحيط الهندي".


ومع ذلك، فإن هذه الجنة المثالية مهددة، وتعد الجزيرة سقطرى جزء من اليمن، لكن السنوات الأخيرة شهدت وقوعها تحت نفوذ الإمارات العربية المتحدة.


وفي عام 2018، نشرت الإمارات العربية المتحدة قوات عسكرية في الجزيرة كجزء من التدخل المستمر بقيادة السعودية في الحرب الأهلية اليمنية. في حين أنه لم يتم سفك الدم لغاية الان، إلا أنهم غزوا الجزيرة بشكل فعال وفرضوا السيطرة السياسية.


اتُهمت الإمارات بالتخطيط لتحويل الجزيرة إلى "موقع عسكري دائم ومنتجع لقضاء الإجازة"، كما زعمت تقارير، أن الإماراتيين كانوا يحاولون تهريب النباتات والحيوانات المحمية خارج الجزيرة لأغراضهم الشائنة.  بعد سنوات من الصراع السياسي المعقد، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على الجزيرة في عام 2020.


مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق لأزمة اليمن، فإن سقطرى عالقة بشكل محرج في وسط الصراع في هذه الأثناء.


ومع ذلك، لا يزال هناك أمل، على الرغم من المشاكل التي تواجهها سقطرى وشجرة دم التنين الشهيرة، لا تزال هناك جهود مستمرة للحفاظ على الجزيرة تأمل في الحفاظ على ثروة الجزيرة للأجيال القادمة.


 

المصدر: موقع «IFL Science» العلمي