برعاية حوثية.. آثار يمنية في إب تواجه مخاطر التلف والطمس والسرقة
حذر مختصون ومهتمون من مواجهة آثار محافظة إب مخاطر التدمير والطمس والسرقة والتهريب من قبل تجار الآثار في ظل العبث الذي تمارسه ميلشيات الحوثي بعد أن فرغت المتحف من محتوياته التاريخية.
وقالت مصادر محلية إن ميلشيات الحوثي فرغت متحف محافظة إب من محتوياته ومنحته لإحدى الأسر كمسكن، في الوقت التي تتجاهل حراسة المواقع الأثرية في المحافظة، وسماحها بالعبث بعملية ترميم الجامع الكبير المعروف باسم الجامع العمري والذي بني في عهد الخليفة عمر بن الخطاب".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر مسؤول في مدينة إب قوله "أن القطع الأثرية التي كانت في متحف المدينة وتعكس حضارة آلاف السنين تحولت اليوم إلى بقايا ركام، بعد أن قامت ميلشيات الحوثي بمصادرة مبنى المتحف ومنحه لامرأة قيل إنها نازحة من الحرب".
وعملت الميلشيات على إخراج القطع الأثرية التي كانت معروضة في المتحف، ووضعتها في أكياس وكراتين وأودعتها أحد المخازن التابعة لمكتب الثقافة في المحافظة منذ عام 2015، ما تسبب في إتلاف المصوغات البرونزية، وأدوات صيد قديمة، كما تكسرت معظم الأواني الفخارية والحجرية التي نقش عليها عبارات بخط المسند القديم، ما أفقدها قيمتها التاريخية إذ كساها الصدأ وحولها إلى قطع متفحمة كأن نارا التهمتها وحولتها إلى رمادـ، وفق المصادر.
وذكرت المصادر "أن العشرات من الأساور والسيوف والخناجر البرونزية القديمة والتي كانت ضمن مقتنيات المتحف أتلفت كما أن قطعا أثرية مختلفة الأحجام على شكل حيوانات تكسرت هي الأخرى وتحولت إلى حطام".
ومارست ميلشيات الحوثي العبث ايضا، في واحد من أقدم المساجد في اليمن هو الجامع العمري أو الجامع الكبير والذي بني في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، ويبلغ عمر مئذنته نحو 900 عام، ضمن عبث ممنهج لا ينم عن أي احترام لتاريخ اليمن وحضارته الموغلة في القدم.
وأوكلت ميلشيات الحوثي، لأحد المقاولين التابعين لها مهمة ترميم الجامع بطريقة أفقدته قيمته التاريخية ومكانته كمنارة علم في المدينة عبر هذه السنوات الطوال.
وكان فريق من خبراء الآثار زار مدينة إب حديثا، وأعد تقريرا أكد فيه أن مواد البناء التي استخدمت في ترميم الجامع لا تتماشى والطابع الأثري، وأن بقاء الوضع على حاله يهدد بانهيارات في أجزاء من الجامع.
وقالت المصادر "أن ميلشيات الحوثي فتحت العبث بالمواقع الاثرية بما فيها من كنوز أثرية غير مكتشفة، إذ نشط المهربون وتجار الآثار في ظل حماية كاملة من ميليشيات الحوثي، حيث تنتشر القطع الحجرية الضخمة المزينة برسوم الوعل الذي كان رمزا للقوة عند اليمنيين القدماء".
وأوضحت المصادر "إن موظفين استطاعوا إحصاء 45 نوعا من هذه الأحجار مختلفة الألوان والرسوم فيما استولى السكان على أحجار أحد القصور التاريخية ولم يتبق منه سوى صفين من الأحجار