وجهاء وقيادات تعز يؤكدون دعم الجيش والأمن ويدعون إلى توحيد الجهود لاستكمال معركة التحرير
أكد وجهاء وقيادات محافظة تعز، اليوم الاثنين، دعمهم الكامل للجيش والأمن، ورفض أي حملات تنال منهما، مشددين على ضرورة استكمال الجهود لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.
جاء ذلك خلال لقاء تشاوري استثناء عقده المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية تحت شعار "على خُطى التحرير وبناء الدولة.. كلنا مقاومة"، لمناقشة المستجدات الأمنية والسياسية التي تشهدها المحافظة في ظل موجة الاغتيالات الأخيرة والحملات الإعلامية التي تستهدف الجيش الوطني والأجهزة الأمنية والمقاومة الشعبية في المحافظة.
وحيّا رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي بكلمة عبر الاتصال المرئي، الحاضرين الذين يحملون همّ تعز، وعبّر عن أمله في أن يكون اللقاء الموسع لوجهاء وقيادات تعز نقطة تحول في صالح المحافظة ويدفع نحو استكمال تحريرها.
بدوره أكد الشيخ سعيد سلطان، أن اللقاء التشاوري يمثل خطوة نحو تعزيز وحدة الصف وتنسيق الجهود في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها المحافظة، وأنه يأتي في وقت تحتاج فيه تعز إلى إطار جامع ولقاءات منتظمة توحّد المواقف وتكامل الجهود.
وأضاف: "لقد راهن الكثيرون على أن تعز مدينة حالمة غارقة في المدنيّة، لا تجيد سوى الكلام، لكنهم خابوا وخسروا، فكانت تعز الرصاصة والمدفع، وكانت القوة والعنفوان، وستظل دائمًا رمز المقاومة الباسلة".
من جهته أكد الشيخ صادق معيض، أن اللقاء يمثّل نقطة انطلاق جديدة لتعزيز اللحمة والتماسك ومساندة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية. موضحًا أن المقاومة الشعبية تعاملت مع حادثة اغتيال المشهري بجدية ومسؤولية، حيث تم تشكيل فريق خاص بتوجيهاتٍ من رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي، لمتابعة القضية، نتج عنها الوصول إلى القتلة وتحييد القاتل الرئيسي، والقبض على عددٍ من المطلوبين أمنيًا.
وفي كلمة مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، أكد عضو المجلس عبدالودود السبئي، على وقوف المجلس الثابت مع الدولة والجيش في مواجهة الانقلاب الحوثي وأذرعه التخريبية. مشيرًا إلى أن الوقت ليس وقت المشاريع الصغيرة ولا المكر والخديعة، بل وقت إثبات الرجولة الحقّة، وتسجيل الموقف السليم، لتحافظ تعز على مكانتها التاريخية وصمودها الأسطوري في وجه كل مشاريع الكهنوت والتقسيم.
وشدد الحاضرون في البيان الختامي للقاءعلى أن تعز لا تزال في قلب معركة التحرير، داعين إلى رصّ الصفوف لمواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتوجيه كل الجهود الرسمية والشعبية نحو معركة استعادة الدولة.
وأكد المشاركون على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في عموم محافظة تعز، مُطالبين الأجهزة الأمنية بالقيام بدورها. كما طالبوا السلطة المحلية بتحقيق نموذج كفء في إدارة موارد المحافظة وتحسين الخدمات العامة، محذرين من تبرير الفساد وتسويق الفشل.
وأعلن المشاركون تجريم أي ممارسات يقوم بها فرد أو جماعة، تضر بمصالح المواطنين أو تمس كرامتهم، والبراءة من كل الممارسات التي تسيء إلى تعز مشروعًا ومقاومة، مؤكدين تجريمهم لأي إيواء للخارجين عن القانون.
ودعا بيان اللقاء التشاوري مؤسسة القضاء إلى تسريع البت في القضايا المعلقة، والتخلّص من إرث المماطلة والتأخير، وعدم الرضوخ لأي ضغوط تعيق سير العدالة. كما دعا البيان مجلس القيادة الرئاسي والسلطة المحلية وكل المؤسسات الرسمية والشعبية إلى دعم الجيش والأمن بالقدرات اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر.
كما دعا البيان إلى ضبط العمل الإعلامي ضمن آليات واضحة، معتبرين أي انفلات إعلامي أو إساءة إلى الجيش الوطني والأجهزة الأمنية "خطوطًا حمراء" لا يجوز تجاوزها، مؤكدين أن التشهير بقوات الجيش والأمن يصب في مصلحة المليشيات ويعد عملًا عدائيًا يجب محاسبته بحزم.
واختتم اللقاء التشاوري الاستثنائي بإقرار تشكيل لجنة من ممثلي المديريات والمشايخ والوجاهات للتواصل مع قيادة الدولة، ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ورئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، ورئيسي مجلسي النواب والشورى، بالإضافة إلى محافظ المحافظة وقائد المحور ومدير أمن المحافظة، إلى جانب القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، من أجل دعم موقف تعز وتعزيز صمودها في معركة التحرير واستعادة الدولة.
وشهد اللقاء نقاشًا واسعًا ومداخلات مستفيضة تناولت مختلف القضايا التي تمسّ محافظة تعز، من أوضاعها الأمنية والخدمية، إلى معركة التحرير، ودور المجتمع في تعزيز الصمود ومواجهة الحملات المغرضة التي تستهدف وحدتها ومكانتها الريادية، مؤكدين على ضرورة المضي قدمًا في توحيد الصفوف واستنهاض الوعي الجمعي لأبناء المحافظة، والارتقاء بالعمل الوطني إلى مستوى التحديات الراهنة، والالتفاف حول مؤسسات الدولة والجيش الوطني والأجهزة الأمنية، باعتبارها الركائز الحقيقية لحماية تعز وصون كرامتها وحفظ أمنها واستقرارها.