عن المستقبل والمعلم والكتاب
التعليم هو أساس نهوض الشعوب ورافعة مستقبلها، وهو وحده من يحمي الأجيال من الضياع والأوطان من السقوط ومن يشيد أخلاق الأجيال ويحميهم من الإنحطاط والتبعية.
وغياب التعليم خطر يشكل دوائر سوداء تبتلع الإنسان وتسلم الثروات والأوطان للغرباء واراذل القوم، فالتعليم هو النقطة التي تحمل الضوء والنور وتصنع محطات الإنطلاق إلى الحضارة ومنصات الكرامة الإنسانية.
غياب التعليم مخيف ومرعب، جاذب لكل الأمراض والمصائب مايخطر وما لا يخطر على بال.
والشعوب والحكومات التي لا تعير التعليم أهمية ولا تعيش هم التعليم إنما تحفر لنفسها وأجيالها قبور الفناء وتفخخ أوطانها بكل المفخخات المدمرة المادية والروحية والعلمية والأخلاقية، فلايوجد أسوأ من الجهل ولا أخطر من الجهل ففي جوفه يختبي الفقر والمرض والخوف والتخلف وكل المصائب والأوجاع.
اقول هذا على شكل بكاء مر ونحن نعيش أوضاع صعبة أصعبها وأخطرها مصيبة التعليم.
قبل ايام احتفل الناس في وطني بتخرج أولادهم من الثانوية العامة بفرح جميل، ويحق لهم الفرح، لكن عليهم أن يتوقفوا ليسألوا أنفسهم عن الحصيلة العلمية التي حملها أولادهم قبل أن يسألوا ويفرحوا لنسبة النجاح، خاصة وهذه النسب العالية بغالبيتها، أقول بغالبيتها جاءت بطرق معروفة، دون الحاجة الى تفصيل وخليها ياصاحبي (بلس مغطى على بلس).
اما ظاهرة الغش الذي أصبح حقا يقاتل عليه الطلاب وأولياء أمورهم فخليها على الله كاشف الكرب.
وهناك قضية في غاية الأهمية وتستحق أن تقوم لها الحكومة بحجم مسؤوليتها الوطنية والتاريخية بأظافرها وأسنانها لتتدخل لإنقاذ الموقف المتعلق بانعدام الكتاب المدرسي، فكيف يدرس الطلاب بدون كتاب وكيف يعلم المعلم بدون كتاب، وكيف يكون هناك تعليم بدون كتاب؟
التعليم قضية وجودية، والكتاب وسيلة ملحة خاصة ونحن نعلم المحاولات الحثيثة لنشر قيم الأمية والتخلف والعبودية في عقول الأجيال وطمس الهوية الوطنية لحساب الخرافة التي تشيع العبودية والإستعلاء العنصري المقيت في محاولة لمسخ شعب عريق، إلى دمى متحركة تهتف للسيد وتخدم السيد في عمل مكشوف يحاول إعادة شعبنا إلى (عصر القطرنة) ليكون أحسنهم شأنا وارفعهم قدراً ومقاماً
يفاخر بتوقيع( خادم تراب نعالكم الشريف سيدي )!
المستقبل هو التعليم والتعليم هو المعلم والكتاب.