قحطان.. شموخ الموقف و تواطؤ الوسيط الأممي!

أن تجد في خصمك قدرا من الرجولة- مهما كان ضئيلا، و حتى لو لم  يُرَ إلا بالمجهر- فأنت سعيد..!!


ولكن الطامة أن يكون خصمك فاقدا لكل أخلاق الرجولة والمروءة، فما هو السبيل، واين الوسيلة التي يمكنك معها أن تتخاطب بها مع هذا المسخ؟.


محمد قحطان، رجل حوار، ورجل مواقف، وافقه الحواري في التعاطي السياسي أوسع من أن تطمسه سجون الطغاة الحوثية، بل ويتقزم بجواره فريق الأمم المتحدة الذي سقط إنسانيا، وسقط أدبيا وقانونيا عندما تواطأ ببؤس مع مليشيا الحوثي وأدار ظهره لقرار مجلس الأمن الذي يشمل محمد قحطان في الإفراج.

 

كان الحجاج مشهورا بالطغيان - بصرف النظر عن أن مؤرخي الشيعة لفقوا عليه حكايات بالغوا فيها مبالغات لا يقبلها عقل - حتى كانت سجونه تعبأ بالمساجين- مهما كانت التهمة صغيرة أحيانا، وكان يستعرض المساجين بنفسه؛ يسأل كل سجين؛ ما جريرته، أو تهمته؟

 

وذات يوم يسأل مسجونا: ما جريرتك؟ رد السجين: ليس لي من ذنب إلا أنني محبوس بتهمة موجهة لابن عمٍّ لي، فما ذنبي أنا؟


فرد عليه الححاج:  َوَلم تسمع إلى قول القائل: ولرب مأخوذ بذنب قريبه   و نجا المقارف صاحب الذنب

 

فقال السجين: كلا لم أسمع هذا، ولكني سمعت قول الله عز وجل: «معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون».

 

فتوقف الحجاج مقرا، قائلا: صدق الله و كذب الشاعر !

رجم طغيانه وتجبره، إلا أنه بقي لديه شيء من شرف، وشيء من رجولة.

 

هذه السطور لا تستجدي الحوثي- الذي يمثل إرهابا مملوءا بالكراهية- و لكنها تعرفه بالدونية التي تلفع بها..!!

أدعياء البُنُوَّة للرسول، التي تنسف ادعاءهم هذه الآية «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم» قدموا بالأدلة و البراهين انبتات صلتهم - حتى- بمجرد الانتماء السلوكي لهذا الرسول الكريم المتسامح.

قبض حرس المدينة المنورة- في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)- على رجل اسمه ثمامة بن أثال، كان يريد التسلل لاغتيال النبي صلى الله عليه و سلم بعد تهديد معلن و ترصد مسبق منه، و بعد حجزه ثلاثة أيام مَنّ عليه الرسول الكريم بإطلاق سراحه دونما أي شرط أو عقوبة.

 

ليست هذه السطور وعظا لفئة تدمن القتل والخراب، ولكنها تعرية لزيف ادعاءاتهم التي يزعمونها، وكذب مفاخرهم التي يدّعون.


يدّعون كذبا و زورا أن لهم صلة بقوله تعالى:« ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» !! و هيهات لفئة ضالة ظالمة ، تقتل الأطفال،  و تقنص النساء، و تزرع الألغام،  و تقصف الأحياء السكنية، و تستبيح دماء و أموال الغير على قاعدة المزاعم اليهودية التي يأخذون بها« ليس علينا في الأميين سبيل».

 

وقف حقد السلالة الحوثية عند محمد قحطان مكشوفا لا يحجبه شيئ، عاريا ليس له أدنى ستر.

 وقفت الطائفية الحوثية عند محمد قحطان تجتر أحقاد الماضي بهمجية مطهر شرف الدين، و وحشية عبدالله بن حمزة، و الغرور الضال لحسين قاسم العياني، الذي زعم أنه أفضل من رسول الله، و أن كلامه أنفع من كلام الله..!!

 

وكلهم يتقزمون أمام رمز المقاومة المعلنة لمحمد قحطان في وجه مليشيا الحوثي.

 

قيادة المليشيا لا تنتقم من شخص محمد قحطان فحسب؛ تنتقم من التاريخ و الجغرافيا و السياسة و الرجولة و الأخلاق، و الحقيقة.. وحتى من الدين..!!

 

فضحت التّقيّة أفرادا ينتمون للسلالة الحوثية ممن يزعمون التنور والانفتاح وهم يقفون موقف التشفي والمنتقم من قحطان أيضا، ولم ينبس أحدهم بحرف واحد له بصيص من تَنَوّر مزعوم، حتى ليصدق فيهم قول أبي الأحرار الزبيري:


يبهرون الدنيا بزورة موسكو وعليهم تراب دنيا ثمود

وجها لوجه، تقف سلالة الحوثي، و خلفها إيران، و كل عصاباتها المتربصة في دول عربية في مواجهة محمد قحطان؛  ذلك لأن محمد قحطان كان يقف الموقف المبدئي و الوطني ما يجعله محل احترام الجميع.