إلى الحاضنة الشعبية في تعز
المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه والجيوش قوية بنفسها، عظيمة بشعوبها، والله مولى الذين آمنوا.
جبهتان من حق الشعب والجيش أن يفاخرا بهما، فيفاخر الجيش و يزهو بحاضنة تسانده، بلا كلل، و تدعمه بلا ضجر، أو ملل، و تفاخر الحاضنة، و تتباهى بجيش صامد في الجبهات، ثابت في المتارس وميادين التضحية بالرغم من توقف الرواتب، وغياب التغذية؛ ذلك أنه منذ شهور خمسة، بلا رواتب، و بلا تموين.
جبهتان صامدتان تتضافران، و تتعاضدان و تتساندان، برغم التحـريض، والتشهير، والتضييق، و دخان مطابخ الزيف، و الزور، و كل أساليب الافتراء، والتشويه، فلا الجيش تصدعت أركانه، ولا الحاضنة تخلت عن ثباتها.
الرثاء مطلوب لبعضٍ من ساسةٍ تلونت مواقفهم، أو تنصلوا عن واجبات يفترض أنهم في جبهتها بدلا من أن يكون لسان حالهم (لو نعلم قتالا لاتبعناكم). وتشفقان على أقلام تحولت إلى طبول ودفوف تُعرف في لحن القول، واختلاق الموبقات، و صناعة الفتن، و إثارة البلبلة، وتَصَدُّر الإرجاف بصورة مكشوفة، تساوى فيها الطبل والمطبل، والأسوأ أن يتساوى القائد والمقود أمام شباك موزعي (النقم).يفعلون كل ذلك انتقاما من الحاضنة التي لم تأبه بهم، لم تعرهم اهتماما؛ لأنها حددت هدفها نحو الحوثي فلم تتزحزح عنه، ولم تتراجع عن موقفها قيد أنمله، ورفضت بإباء و كبرياء أن تُنزل نفسها إلى سوق النخاسة:
ألا لا أحب السير إلا مصاعدا
و لا البرق إلا أن يكون يمانيا
لله در حاضنة تعــز ! شموخ لا ينكسر، وإباء لا يعرف الذل، وكبرياء تَعْصُب على بطنها من جوع، ولا تمد كفها لذل، أو هوان.
حاضنة تعـز تعرف أين تتموضع، وفي أي اتجاه تصطف، و تعرف أين توجه جهدها سواء بسواء مع معرفة الجندي الشامخ الباسل الذي يعرف عدوه، وإلى أين يوجه بندقيته.
أمام الجيش الوطني، والحاضنة جبهتان؛ جبهة مواجهة السلالة الحوثية وجبهة أمن الجبهة الداخلية التي يتساند فيها الجيش و الحاضنة مع أجهزة الأمن اليقظة.
في تعــز ثلاثة أوسمة مستحقة بلا ريب، و لاامتراء، الوسام الأول؛ وتستحقه بكل جدارة الحاضنة الشعبية التي تكسرت تحت أقدامها كل موبقات، وفتن الإرجاف، وأبت إلا أن تكون في مواقف الحق، والشرف، والتضحية.
الوسام الثاني و من طراز غير مسبوق و يستحقه الجيش الوطني ـ الهمـــــــام في اليمن ـ الذي عصب على بطنه حـجرا و ثبت في الجبهات صحبة الريـال البلدي؛ الريال اليمني، لا يغره الدرهم، و لم يستعبده الدولار، قد لازم موقعه، ومتراسه ملازمة الضرس في فم الشاب الفتي:
وكن رجلا كالضّرس يَرْسُو مكانه
ليطحن لا يعنيه حلــــــو و لا مُرُّ
والوسام الثالث من نوع فريد لمؤسسة الأمن البطلة، تتبنى أمن الجبهة الداخلية، وأمن الطرق، تسهر على أمن المواطن، و تراقب أمن طريقه، فالشرطة في خدمة الشــــعب، شعـارا، وواقعا رغم الظرف الاستثنائي الصعب، والأعداء المتربصين.
ويحرم من أي وسام الغافل اللاهي، أو المغرض المضلل مَن يرى و يشاهد حشود العدو الحوثي تتفاقم، وتتزايد، وهذا المغرض يشكك بجبهاتنا ورجالها، ويستعدي على المدينة وحاضنتها، ويشهر بأمنها وينكر ويتنكر لأمانها، يطلق أمثال هؤلاء ألسنتهم بلا شرف، ولا مروءة، ولا تضحية.
سلام عليك أيتها الحاضنة الشعبية في تعــز، و في كل بلاد المن السعيد. و سلام على الجيش الوطني و الأمن بأجهزته على أعمالهم، و أفعالهم في أنحاء الجمهورية اليمنية.