فبراير وكل الثورات لمحو 21 سبتمبر

الشعوب ليست مجتمعات خاملة، أو مشاعر جامدة؛ بل هي حية متجددة، متحركة نشطة؛ و هي تدرك الواقع الذي تعيشه فتصبر، و تراعي، و تقدر، ثم قد تخرج بصور احتجاجات مطلبية في دول ترسخت فيه الديمقراطية، و قد تثور الشعوب و خاصة في الدول التي تغيب فيها الديمقراطية، أو يكون وجودها شكليا.


و احتجاجات هذه أو ثورات تلك يأتي نتيجة لتراكمات، فتخرج لتعبر عن نفسها بأي صورة من الصور الاحتجاجية، التي تأتي سلمية، و قد تأتي بصورة ثورة سلمية أيضا، و ربما لابس بعضها عنف، أو تلبسها.


وثورة فبراير السلمية في اليمن أفضت إلى اتفاق و توافق، و الاختلاف السياسي مهما تصاعد و تفاقم؛ فإنه يمتلك أرضية مشتركة، و نقاط اتفاق وافرة، و لغة متبادلة، يخرج معها الناس إلى وفاق و اتفاق.


و إنما تُسد طرق الاتفاق، و تغلق دروب الوفاق حين تدعي فئة ما أنها الأنقى و الأفضل فتستعلي بعنصرية، و  تزعم أنها مفوضة من الله بالحق الإلهي الذي تقرر معه أن لها السيادة المطلقة، و على الآخرين الرضا بأن يسلكوا سلوك العبيد معها، كما هي مزاعم و خرافات جماعة الحوثي.


فأين تجد هنا أفقا للحوار، أو طريق لاتفاق..!!


 لذلك أفضت ثورة فبراير إلى  توافق و اتفاق تشكلت بموجبه  حكومة الوفاق الوطني من كل الأطراف، فمضت تطبع الحياة، و تخطو نحو ترسيخ الاستقرار أمنا، و معيشة،  و أوضاعا. و عززت ذلك بنتائج مخرجات الحور الوطني.


هذا الاستقرار لم يرق للمتربصين، و كانت إيران حاضرة بمشروعها، مدعومة بمستأجريها،متلهفة لمكافأٓتهم التي ذاقتها عن بغداد و بيروت.. و غيرهما..!!


و كان أن جمع المؤجر و المستأجر، و كل متربص أمرهم لتنفيذ نكبة 21 سبتمبر 2014م. ذلك الانقلاب الكارثي المشؤوم، و الذي مثل ساعة الصفر لحرب شنها أولئك ضد اليمن و اليمنيين.


و قضت كارثة 21 سبتمبر على كل ما كان قد تحقق.


على ثوار فبراير و مؤيديها، و على خصومها و منتقديها، أن يجعلوا هذا الأمر وراء ظهورهما الآن، شرط أن يتجهوا كصف واحد لمواجهة مليشيا الكهنوت و الإمامة.


إن نكبة اليمن و الكارثة التي حلت بالبلد إنما يتمثل بانقلاب 21 سبتمبر المشؤوم.


إن من يحاول أن يتناسى، أو يتغاضى هذه النكبة، و ينسب ما يجرى في البلاد لفبراير إنما يرتكب جريمة خسيسة بحق  الشعب و الوطن و التاريخ و المستقبل.


خلاصة التأمل؛  لو تأملنا في واقعنا بصدق و مصداقية؛ لكان فرضا علينا أن نضع أيدينا بيد بعض لدحر المشروع الإيراني، و قطع ذيله في اليمن و محو أثره فيها.


فهيا نرص الصفوف، و نحشد الطاقات، و نوحد الجهود لتحقيق هذا الهدف الكبير الجامع.


كل الثورات اليمنية سبتمبر، و أكتوبر، و فبراير على العهد مع كل الثورات، و عليها أن تتجه جميعا نحو تحقيق الهدف الجامع الكبير.