عن كرة القدم والعرب والفوز المستحق
فوز الفريق السعودي على واحد من أعرق الفرق الكروية في العالم (الأرجنتين) هو فوز مستحق ومميز ونقطة فارقة في تاريخ كرة القدم العربية في بطولة كأس العالم، وهو فوز لكل العرب مثلما هو نجاح قطر في تنظيم كأس العالم لأول مرة على أرض عربية.
نحن العرب بحاجة الى واحات خضراء نتنفس فيها تنفس طبيعي بدون اختناق، والى مواقف تدعو للفخر وينظر لها العالم بإعجاب وتلتقي فيها الشعوب والقادة على طاولة مستديرة واحدة بدون خناق أو غمز ولمز وشد شعر في معارك يستجرها العرب من لعنة البسوس وسباق داحس والغبراء.
لم تعد كرة القدم عبارة عن لعبة مجردة، بل لعبة للبشرية يمارسون فيها انسانيتهم الواحدة الغير ملوثة بلعنة (قابيل وهابيل) تتأخر فيها الأنانية وطغيان القوة لحساب التجرد وقوانين العدل وقوة الفرص المتكافئة وتقدم الأفضل عنوانها الفوز المستحق بدون وساطة أو مجاملة أو عنصرية، وقبول هذا الفوز بصدور رحبة دون لف أو دوران أو تزوير أو محاولة لتغيير قوانين اللعبة أو سرقتها لصالح من يملك القدرة على سرقة جهود الآخرين.
يحتاج العالم أن يتعلم من كرة القدم الكثير ليتطهر من دنس السياسة وأطماع الثروات التي تتسبب في قتل الملايين وظلم لا يلين له فؤاد.والعرب تحديدا أحوج من غيرهم لنقل الروح الرياضية وقوانين اللعبة إلى حياتهم وميدانهم العام والخاص وبالذات السياسي والفكري حيث لا يفسد خلاف رأي مودة وتسود بينهم الروح الرياضية والقبول بقوانين لعبة الحياة بنسختها الإنسانية الكريمة، فلا شيء في الحياة تستحق كل هذا التوتر والأحقاد، والفحيح و"الفحير" القاتل للنفوس والجمال وتفتح الازهار.