احتفالات السيف والقلم!
من قلب مدينة تعز، و في شارع جمال الذي بقي صامدا مع بعض الحارات المحيطة به في وجه عصابات مليشيا الحوثي الإرهابية ، في مارس 2015، في هذا الشارع الذي انطلقت منه المقاومة الشعبية و الجيش الوطني لتحرير المدينة حارة حارة، و شارعا شارعا ، و تبة إثر تبة، و جبلا وراء جبل ؛ في هذا الشارع انطلق اليوم عرض عسكري مهيب احتفاء بذكرى ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 1962م.
كانت ثورة سبتمبر هذه، هي الحدث الأبرز، و ماتزال في العصر الحديث، فكل حدث بعدها جاء امتدادا لها، أو متولدا عنها.
و أي حدث أبرز من ثورة حطمت عرش الطغيان الإمامي، و كانت السبب في طرد الاستعمار البريطاني.
لقد تميزت احتفالات هذا العام بروح أكثر تصميما، و أعظم عنفوانا، و أوسع مشاركة.
شهدت احتفالات تعز بالذكرى الستين للثورة؛ احتفاء العقل و الإرادة، و احتفال السيف و القلم !
نعم، لقد احتفلت المدارس بطلابها و طالباتها، و معاهد التأهيل و التدريب بفتيانها و فتياتها، يعرضون لوحات المستقبل، و همم قيادات الجيل الواعد، و مهارات الفجر القادم، و صور اليمن الجديد.
واحتفل الجيش الوطني، و القوى الأمنية بذكرى الثورة ؛ جاؤوا يجددون العهد بالذود عن الوطن، و الدفاع عن مكتسبات الثورة.
ما أجمل أن يحتفي القلم و يحتفل الكتاب بذكرى الثورة، و ما أعظم أن يصاحبه في الاحتفال السيف و السنان :
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم؟
نعم، هاهي تعز، و هاهي مأرب، و هاهي سيئون، و هاهي اليمن، كل اليمن تحتفل بالحياة و الدفاع عن الحياة.
وحدها عصابات الحوثي الإرهابية من تحتفي بالخراب و الدمار، و الألغام و الإرهاب.
يحتفل أحرار اليمن بالثورة و الجمهورية، فيرسمون اللوحات المفعمة بالحياة في المدارس، والميادين، فيما تحتفي عصابات الحوثي بتفجير المدارس، وهدم البنيان.
فأين المرض من الشفاء، و أين الهدم من البناء، و أين الخراب من الإصلاح، و أين العصابة من الدولة!؟