عن أحضان الشرعية وآخر "ملاطيم" فخامته!!! ..كم يوما سيصمد علم اليمن في شبوة ؟

قدم بن عديو نموذجا راقيا، يليق به كرجل دولة، رحب.بقرار رئيس الجمهورية في اقالته من محافظة شهدت في عهده ازدهارا استثنائيا وفي زمن قياسي برغم الحرب والتآمر عليه وعلى محافظة اختارت التنمية والبناء برغم تطويقها بأدوات الموت والحرب من القربب والبعيد.

في غمرة هذا الحضور الوطني لمحافظة شبوة واتساع رقعة التنمية فيها، يتم اقالة مهندس التنمية فيها وعراب نهضتها، لتكون المحافظة الاكثر استقرارا وتنمية وما تبقى من أمل للدولة والجمهورية اليمنية مع جارتها محافظة مأرب، فشلت كل المؤامرات عليها، امام ارادة ابناء شبوة ومحافظها الذي حمل سلاح الدفاع عنها بيد، وباليد الاخرى حمل سلاح البناء والتنمية فكانت شبوة كما عرفها اليمنيون وكما شهد لها الاجانب ممن زاروها وقال وفد صحفي هولندي حينها هي ماتبقى من أمل وحياة يمثل اليمن.

 في غمرة التكالب على المحافظ بن عديو، الرافض لأجندات غير وطنية، تم اقالته بعد ضغوط كبيرة على الرئاسة التي انحنت كعادة انحنائها التاريخي ، دون اي مبرر لها سوى ان الرجل اثبت نجاحا كبيرا في اعادة الاعتبار للدولة والجمهورية اليمنية ، وقد وصل التآمر على اقالة المحافظ حد التهديد بتجويع الشعب، وتسليمه لمليشيا ايران في عدن وصنعاء.

قبل بن عديو قرار اقالته برغم الرفض الشعبي لذلك، قبل بقرار رئاسي دبر بليل وليالي المذلة والخيانة التي حيكت للاطاحة بما تبقى من هيبة للشرعية والدولة والجمهورية، قبل من عديو القرار الجائر لأجل ايقاف التهديدات التي تستهدف اليمن، وبسلوك راقي هنأ محافظها الجديد، العولقي  وتمنى له التوفيق، وتأكيدا على وطنية المحافظ رفض أن يقبل تعيينه ان  يكون مركونا في مجلس استشاري لا يستشار، وقال بأنه سيعود كمواطن يمارس مهامه الحياتية.
ترك بن عديو منصبه كمحافظ، وبيده سلطة محلية وقوة عسكرية وأمنية وسند قبلي مؤيد له، لم يسبق ان حدث ذلك في اليمن، ترك الرجل  كل.ذلك وعاد كمواطن، رحل عن محافظة شبوة اليمنية، وعلم الجمهورية اليمنية يرفرف في المؤسسات الحكومية ويزين شوارعها النظيفة ومداخلها الأنيقة ويعتلي مشاريعها الكبرى، اضافة إلى بقاء صور الرئيس هادي في جدران المكاتب الحكومية  وأعمدة الكهرباء باعتباره رئيس دولة منتخب  فهل ستبقى شبوة متوشحة  بالعلم اليمني ومستمرة في التنمية والاستقرار ؟ ام سيؤول الامر  كما هو الحال في عدن والمكلا وسقطرى وحيث غابت الدولة وحضرت المليشيات والقتل والنهب ونزعت أعلام اليمن ورفعت رايات القرويين وشعاراتهم ورموزهم  وازيلت صور الرئيس وديس عليها ؟

.لماذا يصر الرئيس هادي على التلذذ باتخاذ قرارات،  الدوس على صوره وكرامته وشرعيته ؟ يبتلع اعداء اليمن شبوة ويلحقونها بعدن وأخواته ، وعلى غرار العودة للاحضان، عادت شبوة  لحضن الدولة كما قيل، وقد قيل ذات يوم، عادت عمران وعادت عدن، فلطم الرئيس بعودة عمران في صنعاء، وقصف مقره في عدن وتم تمزيق صوره فيها، فهل ستبقى اعلام اليمن وصور فخامته في شبوة، ام انه ينتظر الدوس عليهما امعانا في العودة لمسلسل العودة لأحضان الاهانة والحاق الاذى بناصية فخامته  ؟

فمن يفرط في سيادة البلاد وهويتها وكرامتها ، تكون نهايته مأساوية وعلى شاكلة أن يتخذ قرارات الهوان والمهانة والدوس على  آخر صور له ولكرامته ووطنه وشرعيته التي كانت شبوة هي ماتبقى له من شرف الدولة  .. نسي فخامته وعود سابقة نسجت له على غرار اقالة بن عديو ، فرحل حمود المخلافي من  تعز على وعد بفك الحصار عنها ودعم الجيش لتحريرها بالكامل ، ولم يتحقق شيء من ذلك ، اقيل البكري من قيادة التنمية والاستقرار في عدن ، ولم تعد جنة عدن كما قالت الوعود حينها ، ليرحل محروس  وتنتهي أطماع الإمارات في سقطري ورحل فاحتلت  سقطرى ، ليرحل الميسري من الداخلية وتنتهي عمليات الاغتيالات ، وعادت الاغتيالات واتسعت دمويتها ،  ليرحل الجبواني وسنحل مشكلة السواحل والموانئ ، فنهبت الموانئ ، ولغمت السواحل ، ليرحل بن دغر   ليرحل عبد الله ابو الغيث عن الحديدة ، ورحل وكيف صارت الامور فيها ، كم نحتاج من أمثلة لاستنطاق الشواهد ،التي تحكي قصة وعود الكذب وقرارات الهوان والمهانة والخيانة .. ليبقى السؤال ذابحا  كم ساعة ويوم  سيصمد علم الجمهورية في شبوة ؟ ومتى سيتم الدوس على صوره  وناصيته المبجلة امعانا وتأكيدا على عودة شبوة للأحضان !!!  .