عندما تتم إهانة دعوة الرسول في ذكرى مولده!
جاء محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة سماوية لم تترك أي طريق إلا وسلكته في سبيل خدمة الضرورات الخمس التي لا تستقيم حياة الناس إلا بها ويستحيل أن تتحقق سعادتهم من دونها، وهي: الدين والنفس والعرض والمال والعقل؛ وذلك بجلب كل ما يحقق لهذه الضرورات أي نفع، ودفع كل ما يسبب لها أي ضرر!
ومن المعلوم أن الحوثيين قد جاءوا بكل قبح وتوسلوا بكل عنف، لكنهم مع كل ذلك القبح والإجرام لا يكفّون عن ادعاء أنهم من نسل محمد صلى الله عليه وسلم، متخذين من هذه الدعوى الواهية دعوة وقحة لاستحلال هذه الكليات الخمس كلها، وذلك حينما يتعلق الأمر بمن لا ينحدرون من الجهاز التناسلي (المقدس) أو من لا يدخلون بيت الطاعة ويسيرون ضمن القطيع الذي تخلى عن سمعه وبصره وعقله لصالح من يزعمون الانتماء إلى آل بيت النبي ومشروع إيران في المنطقة !
ويا لها من مخاتلة وقحة للجماهير الغارقة في جهلها والسادرة في غفلتها؛ حينما يتم استحلال ما حرّمه محمد صلى الله عليه وسلم باسم الاحتفال بميلاد محمد، ويا لها من إساءة لنبينا حينما يتم ارتكاب كل هذه الفظائع والموبقات تحت مزاعم الانتماء لمحمد والاحتفاء بميلاده!
إن هؤلاء اللصوص بهذا الصنيع وأمثاله، إنما يهدرون (دعوة محمد) العظيمة من أجل الاحتفال ب(جثمانه) الذي ينتمي إلى آدم وحواء مثل سائر البشر، جاعلين من الغاية أداة لخدمة الوسيلة!
وللأسف الشديد فإن أغلب هؤلاء الأوغاد، لا يقومون بهذا الصنيع نتيجة جهلهم وإنما عن قصد؛ وذلك حتى يفقد الناس مناعتهم الفكرية متخلين عن إنسانيتهم وكرامتهم، وحتى لا يمانعون من التفريط بحقوقهم الأساسية لصالح من يقولون بأنهم ينحدرون من حيواناته المنوية!
ويؤسفني القول بأن هؤلاء الأنذال يلطخون بأفعالهم السوداء وجه نبينا صلى الله عليه وسلم أمام من لا يعلمون عنه شيئا ولا سيما من غير المسلمين، وذلك بصورة أشد مما تفعله السينما الصهيونية ووسائل الإعلام المعادية والتي تتعمد تشويه الصورة البالغة البهاء والنقاء لمحمد صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يتعرف الناس على شخصيته العظيمة ويتأثرون بسلوكياته الفريدة ولا يعتنقون دعوته الإسلامية.