حراس الساحل .. رِجلٌ في صنعاء ورجلٌ في عدن

في الوقت الذي يتعرض فيه اليمن إلى تحديات خطيرة تتهدد ماضيه وحاضره ومستقبله ينشغل حراس الساحل ومكتبهم السياسي بالتفكير في مستقبل المحاصصة  واستراتيجية مضاعفة غلتهم من المناصب في أي تسوية قادمة.

في تعليقه على انضمام أربعة أعضاء من مجلس النواب الى الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي راح كامل  الخوداني يتفاخر ويتباهى ان  كتلتهم البرلمانية ستصبح ثالث كتلة برلمانية بمجلس النواب بعد كتلتي الاصلاح والمؤتمر وبقوام 28 عضوا رغم أن مكتبهم السياسي لم يشارك في أي منافسة انتخابية من قبل وإنما نزل بشكل مضلي وسط قبة البرلمان.

إحتفاء قيادة حراس الساحل والمحسوبين عليهم بانضمام اربعة برلمانيين في توقيت كهذا يؤكد بعد هؤلاء من معركة اليمنيين الحقيقية وانفصالهم عن الواقع.

نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح في حديث له تزامن مع انقلاب المجلس الانتقالي  دعا قيادات المؤتمر إلى الانضمام إلى المكتب السياسي ثم استدرك تأكيده على أهمية بقاء البعض في المؤتمر.

استراتيجية تبادل الادوار بهدف الحصول على مكاسب أكثر وحصة أكبر باتت واضحة ولم تعد تنطلي على أحد رغم أن طارق ظل يقدم نفسه خلال السنوات الماضية ككيان مستقل لا علاقة له بالمؤتمر.

في لقاء له مع بقايا المؤتمر الشعبي العام من القيادات النسوية قدم طارق صالح سردية مضللة ورواية مخادعة في سياق حديثه حيث اعتبر الحوثي ضمن القوى السياسية ثم اتهم الإصلاح بالعمل معه للقضاء على المؤتمر وأبناء الزعيم وأسرته في مغالطة واضحة واستغباء لذاكرة اليمنيين.

قد نتفهم عدم قدرة الفريق طارق على  التفريق بين مصطلح القوى السياسية و المليشيات الانقلابية لاعتبار موقفه السابق منهم و لحداثة عمله السياسي وضعف خبرته.

واضح مدى تأثيرات كيمياء المكان على حديث القائد طارق الذي نسي أن الاصلاح شريكه في المجلس الرئاسي وراح يستلهم موقفه من نورا الجوروي التي تخوض معارك عالمية مع الاخوان.

ومع أن الاصلاح حرص خلال الفترة الماضية على اعادة دمجهم في الحياة السياسية رغم انقلابهم على الدولة وتآمرهم على الجمهورية  وعمل على  تشجيعهم وتحسين وضعهم إلا أنهم  عادوا إلى طبيعتهم وعملوا بكل خساسة ونذالة للنيل منه وتشويه صورته وشيطنته وتجريده من هويته اليمنية  .

يحاول قائد حراس الساحل استغلال المزاج الدولي من جماعة الاخوان المسلمين من جهة  و دعم سردية الانتقالي من جهة أخرى بوصف حزب  الاصلاح بالاخوان المسلمين في سياق حديثه ضناً منه أن الساحة سوف تخلو له.

"رجل في صنعاء ورجل في عدن" بهذه الاستراتيجية يعمل طارق صالح ليقدم نفسه كقوة بديلة في الشمال حيث لا زالت تسيطر عليه هواجس العودة إلى التوريث وإن في حدوده الشكلية والرمزية على الأقل و تتحكم في مواقفه رغبة العودة إلى الانفراد بالسلطة من جديد.

موقف رئيس المكتب السياسي في دعم انقلاب المجلس الانتقالي واعتباره "إعادة لمسرح العمليات" حد وصفه  وتبريره لما حدث من الجرائم والانتهاكات المصاحبة نكاية بخصومه  يعكس الرغبة الجامحة في الانتقام من القوى المحسوبة  على ثورة فبراير  التي قضت على احلام التوريث.

رغبة طارق صالح في تصفية حسابه مع الثورة وعدم تجاوزه لأحقاد الماضي جعلته يخرج عن طوره ويعود إلى طبيعته متجاوزاً كل مفاهيم اللياقة الأدبية ومفردات الدبلوماسية التي كان قد بدأ يتدرب عليها مؤخراً غير ان الطبع يغلب التطبع كما يقال.