عوامل الصعود والانحدار للشعوب
العمل والتعليم وثالثهما العدالة وقيم المساواة أسس تقوم عليها الحضارات وتبنى الدول وبغيابها تسقط أيضًا ويكون السقوط بالتدريج متوازيًا مع تلاشي وغياب هذه الأسس
ترى يا صاحبي أين نحن من الصعود والسقوط؟
قد يقول قائل نحن لن نسقط بالتأكيد وهذا صحيح، والسبب أننا لم نصعد أساسًا ومازلنا في القاع منذ زمن بعيد كل ما عندنا أننا نتغنى بالماضي والحضارة ونتحدث كثيرًا عن العمل والتعليم والعدالة والمساواة ونحن أبعد ما نكون من كل هذا ونمارس النقيض. أعتقد قبل هذا كله تحتاج الشعوب إلى ثورة فكرية وثقافية ومجتمعية لتتعلم كيفية النهوض والتسلق إلى القمة وقبل هذا نحتاج إلى استيقاظ من نوم عميق أو إلى عملية إيقاظ من غيبوبة حاضرة.
فالنائم لا يتسلق المرتفعات ولا يصعد القمم وأحيانا النائم ينهض ويمشي كما يمشي اليقظ دون وعي لكنه هنا مرض فيتحرك شمالًا ويمينًا وربما يطلق ويردد شعارات النهضة لكنه بالحقيقة يتحرك حركة النائم أو المصاب بغيبوبة حركته تمثل خطرًا وعلى من حوله يمشي نحو الهاوية أكثر دون شعور هذا في حالة الفرد إليك أن تتخيل حالة مجموع النيام وحركتهم بوعي النائم.
وإذا أردت أن تعرف هذا الصنف أو الشعب أو الأمة فما عليك إلا النظر إلى موقفه من العمل المنتج والتعليم والعدالة والمساواة ولطبيعة الحال موقفها من التسول والجهل والظلم والظلمة وسحق قيم المساواة والحساسية من إهدار الكرامة وحقوق الإنسان.