المهللون للعدوان الاسرائيلي في اليمن

لا يرى الحوثيون في مصائب اليمنيين إلا فرصة لجلب مزيد من الفوائد والمكاسب المادية والمعنوية ومن يتابع مواقف وخطابات وتصريحات قياداتهم وناشطيهم عقب العدوان الاسرائيلي الغاشم على ميناء الحديدة يدرك ذلك جيدا.

 

لكثرة تعبيره عن سعادته بما جرى كاد زعيم المليشيات الحوثية أن يقول شكراً اسرائيل على استهداف اليمن وضرب ميناء الحديدة وانتهاك السيادة اليمنية. أكثر من مرة وهو يقول إنهم سعداء جداً بحرب إسرائيل المباشرة وإن شعبه ولا أدري عن أي شعب يتحدث سعيد بهذه الحرب.


الحوثي في آخر تهريجاته عقب الاستهداف الاسرائيلي قال وهو يبتسم إن الشعب اليمني تعود على المعاناة مبشراً أن في انتظاره الكثير منها خلال الايام القادمة وللمفارقة لم يقل هنا إن شعبي.


ومما لفت انتباهي في بداية كلامه الطويل والممل والرتيب أنه لم يخفِ وجعه من قرارات البنك المركزي الاخيرة حيث استهل بها خطبته واقحمها اقحاماً في سياق استهداف اسرائيل لميناء الحديدة معتبراً ذلك امتداداً لتلك القرارات التي تستهدف الاقتصاد الوطني حسب تعبيره. 


لقد وفرت اسرائيل بهذه الضربة العدوانية المدانة بكل تأكيد غطاءا كبيراً ومساحة واسعة لتحركات الحوثيين بعد أن كانوا في عزلة كبيرة عن واقعهم وبعد أن حشرتهم القرارات الاخيرة للشرعية في زاوية ضيقة.


سيجد الحوثي في هذا الاستهداف فرصة لحشد القطعان وجمع الاموال واسكات الاصوات المطالبة برواتبهم وسيعتقل الكثير من الابرياء ويسوقهم الى الاقبية والمعتقلات كجواسيس وخونة لإسرائيل.


لا أقبح من فرحة الحوثي وسعادته بالعدوان الاسرائيلي على اليمن الا قبح تبرير البعض لذلك العدوان وتقبلهم لتلك الضربات نكاية بالحوثي او لربما لتأدية وظيفة حوثية داخل الموقف الشرعي.


بالغ البعض في موقفه من الحوثي وشطح بعيداً وهو يقول "من دعا الجن ركضوه مع أنهم لم يركضوا سوى البسطاء والمساكين والعمال.


الخصومة للحوثي أعمت البعض وجعلتهم يبررون انتهاك السيادة اليمنية ويهللون للعدوان الاسرائيلي الذي سوف يستهدف كل شيء في اليمن الا الحوثيين.


على مدى سنوات والحوثي ينتظر هذه اللحظة التي تستهدف اليمن وتنال من مقدرات الشعب ليثبت مصداقية شعاره الزائف المنادي بالموت لإسرائيل رغم أن الضربة لم تستهدف قياداتهم ولا أحداً من مقاتليهم بل على العكس زادتهم قوة.


وحتى إرسالهم للمسيرة الايرانية التي جلبت العدوان الاسرائيلي على اليمن لم تكن دليلا كافياً لتأكيد عداوتهم لإسرائيل بل على العكس فقد صنفتها التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية قبل سقوطها أنها طيران غير معادي بمعنى اخر أنها نيران صديقة.