الحوثي ونهاية الطريق
بعد أن حاصرته المدن والتفت حول رقبته الطرقات وبعد فشله الذريع في تلبية احتياجات الناس في مناطق سيطرته ونتيجة لإخفاقاته الكثيرة في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة وجد الحوثي نفسه محاصراً بنفسه ومخنوقاً بيديه.
وعلى وقع ضربات القرارات الأخيرة للشرعية وتحت تأثيرات مبادرات فتح الطرقات من قبل قياداتها في كل من مأرب وتعز والحديدة يسعى الحوثي اليوم لسرقة بعض المواقف الإنسانية وخطف بطولات وهمية من وجع اليمنيين.
لا يعلن الحوثي رغبته في فتح الطرقات أمام اليمنيين إلا إذا وصل فعلا إلى طريق مسدود وأدرك حقيقة أنه في نهاية الطريق و شعر أنه في مأزق حقيقي وورطة لا خروج له منها.
كل محاولاتهم بائت بالفشل وكل رهاناتهم باتت خاسرة و كل الطرق لا تؤدي إلى الإمامة ذلك أن اليمني لا يلدغ منها مرتين. ومع كل اجراء تقوم به الشرعية لإيقاف عبثه في البلاد يزداد الحوثي تخبطاً وتيهاً ويضِل الطريق نحو مشروعه الطائفي الضال أصلا.
لقد فشل الحوثي في كل حروبه مع اليمنيين، لم يخض حرباً واحدة برجولة، ولم يخاصم يوماً بشرف ولا يبدو أنه سيتصالح معهم بنبل وشهامة، حتى عندما جرب أن يكون إنسانياً أخفق ولم يفلح وما اظهرته وكشفت عنه الصور القادمة من مناطق سيطرته وتحديداً في الجانب الآخر من الطريق المراد فتحها في تعز تؤكد ذلك فما زال ينشئ الخنادق و يبني غرفاً لتفتيش المسافرين والتحقيق معهم.
وما حدث لسائق الشيول من قنص واستهداف خلال رفعه للمخلفات اثناء فتح طريق مأرب البيضاء من قبل سلطات مأرب شاهد آخر على وحشية الحوثي وقبحه.
إن فتح طريق هنا أو منفذ هناك على ما يمثله من أهمية في التخفيف من معاناة المواطنين المحاصرين والمسافرين ليس سوى تخدير موضعي مالم يكن خطوة أولى نحو فتح طريق السلام وازالة كل المطبات والعقبات والالغام الحوثية.فما قيمة أن يفتح منفذ للعبور والالغام بلؤم تتربص بالناس فيه من كل جانب ، وما جدوى فتح طريق والخنادق حولها كمصائد تتخطف الناس والمسافرين، وما معنى رفع الرايات البيضاء والشعارات العاطفية والايادي لا تزال على الزناد؟!.
ولأن طريق العودة إلى يمن السلام ليست صالحة للعبور بفعل الألغام والكمائن الحوثية في كافة المجالات.. فإن ازالة تلك الالغام وفي مقدمتها ألغام العملة والاتصالات والطيران باتت خطوة أولى في سبيل استعادة الدولة و تطبيع الحياة العامة وتعبيد الطريق نحو يمن الاستقرار.
إن فك الحصار عن المدن والتخفيف من معاناة الناس هي استحقاقات في المقام الاول وليست مجالاً لصناعة الأمجاد كما أنها قضية إنسانية لا تقبل المزايدات الحوثية، وفتح الطرقات على اهميتها خطوة أولى يجب البناء عليها في إعادة ردم و ترميم واصلاح وسفلتة طريق السلام .. الطريق الحقيقي الذي من خلاله فقط يمكن أن نوقف المأساة ونضع حدا للعنف ونصل عبره إلى الوطن المنشود.