محاربون في سن اليأس

بثقة مراهقٍ يعلن زعيمُ الحوثيين عن تدشين مرحلة خامسة وسادسة من الحرب مع إسرائيل وتلك كذبة ما عادت تنطلي حتى على المخدوعين من اليمنيين بل صارت للاستهلاك والاستعمال الخارجي فقط .


يهربُ الحوثيون إلى الأمام من معاركهم الحقيقية مع اليمنيين في كافة مجالات الحياة إلى صناعة معارك وهمية عابرة للحدود مع عدو افتراضي لم نرَ ضحاياه بعد .


أن يلجأ الحوثي إلى تحشيد الصف الاول من قياداته السياسية وأن يجري تدريبات عسكرية لمسنين وسياسيين في سن اليأس ليكونوا محاربين وورقه رابحة فذلك إفلاس أخر وتلك هزيمة أخرى في سجل هزائمه النكراء .


يعمد الحوثيون إلى ملشنة كل مكونات المجتمع المدني في مناطق سيطرتهم و يسعون عن قصد إلى عسكرة ما تبقى من مظاهر المدنية هناك ويحشدون المغفلين من كافة الفئات العمرية نحو المجهول أما قطعانهم فيسوقونهم إلى المحارق بالجملة.


ويعمل الإماميون الجدد على تفريغ مخزون حقدهم للثأر والانتقام من الجمهورية بكل رمزياتها ورموزها ومن النظام الجمهوري بكافة شخوصه و المحسوبين عليه بمن فيهم المتواطئين معهم في لحظة نشوة .


يستدعي أحفاد الامامة كل الهزائم التي مني بها أجدادهم ويجترون كل صراعاتهم مع الجمهورية وما لحق بهم فيها من عار لمجابهة ومواجهة مشروع اليمنيين الوطني .


إراحة بنادق الجمهورية واسترخاء مدافعها خلال الفترة الماضية أوهم مخلفات الإمامة بقابلية تعايش اليمنيين مع مشروعهم الطائفي فشعروا كما لو أن الأمر قد استتب لحكمهم و أن الساحة قد خلت لهم مع أن هذا لا يعدو أن يكون مجرد شعور خادع وحلم رومانسي .


يدرك الحوثيون جيداً أن حربهم مع اليمنيين انتهت أو أوشكت على الإنتهاء، أو بالأحرى حسمت أو تكاد، لصالح أصحاب الأرض بعد أن وصلت إلى طريق مسدود وأفقٍ مغلق .


استنفد الحوثي كل أوراقه واستهلك كل أسلحته في حربه ضد اليمنيين وخسر أغلب رجاله المخلصين وكافة قطعانه من المغفلين والمخدوعين.


طحنت الحرب أبرز قياداته الميدانية وابتلعت مأرب وحدها أغلب كتائب الموت لديه لذا فهو غير قادر اليوم على أن يحشد أكثر مما سبق فهو أعجز وأضعف من اي وقت مضى.


لقد مثلت حرب غزة للحوثيين متنفساً ومخرجاً من العزلة التي كانوا فيها وفرصة لصناعة معارك وهمية وانتصارات صحفية وإعلامية لا أقل ولا أكثر. حتى عندما جاءته فرصة لمحاربة أمريكا وإسرائيل في البحر الأحمر كان ضحاياه يمنيين و تهاميين على وجه الخصوص وعندما وجه مسيراته وصواريخه صوب السفن الإسرائيلية كما يدعي كانت عينه على مارب .


يهرب الحوثيون إلى الأمام من معاركهم الحقيقية مع اليمنيين في كافة مجالات الحياة إلى صناعة معارك وهمية مع عدو افتراضي ويذهبون إلى مراحل متقدمة في حربهم مع هذا العدو حيث يقومون بوضع صورة نتن ياهو ويضعونها هدفاً مشروعاً لضربات الراعي وحبتور ولا ندري بالضبط هل هذه هي نفسها المرحلة الخامسة التي أعلن عنها زعيمهم .


وأنت تشاهد شخصيات إلى وقت قريب كانت محسوبة على النظام الجمهوري وتتقلد مناصب عليا في الدولة وهي تجر وتساق سوقاً إلى ميادين التدريب والتعبئة الفارغة تحتار بين أن تتضامن معها وبين أن تحتقر صنيعها وتشنع سلوكها غير أن الأصل يبقى أن الطعن في الميت حرام.


المصدر أونلاين