اليمن.. جسد جريح تنهشه "الملاريا"
يواصل مرض الملاريا الانتشار في اليمن الذي أنهكته حرب متواصلة منذ سنوات، وباتت معظم مناطق البلد عرضة لتفشيه، بحسب الأمم المتحدة.
واليوم العالمي لمكافحة الملاريا، 25 أبريل/ نيسان، يحل بينما يعاني اليمن تداعيات حرب مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات دمرت القطاع الطبي الحيوي.
ووفق الحكومة اليمنية، فإن العمل توقف بنصف المرافق الصحية والبقية تعمل جزئيا، مع شح الأدوية الأساسية والمعدات الطبية.
والملاريا هو مرض فتّاك تسبّبه طفيليات تنتقل إلى البشر عبر لدغات بعوض "الأنوفيلس" الحاملة للعدوى، وهو يسبب وفيات ويمكن الوقاية والشفاء منه، وفق منظمة الصحة العالمية.
ولا توجد أرقام رسمية ولا حتى تقديرات بشأن عدد المصابين بالملاريا؛ بسبب الحرب وصعوبة الوصول إلى المصابين وضعف الإمكانات الحكومية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، عبر بيان في 10 أبريل/ نيسان الجاري، إن "20.4 مليون يمني (65٪ من السكان) يعيشون بمناطق معرضة لخطر انتقال الملاريا".
وأفادت بإنشاء سبعة مراكز لمعالجة الحميات بمحافظات عدن ولحج وتعز والحديدة وحجة وشبوة وحضرموت (من أصل 22 محافظة).
وكذلك تدريب ألف من العاملين بمجال الصحة على كيفية السيطرة على المرض وتثقيف الجمهور بشأنه، وفق البيان.
مواجهة قاصرة
ومع نهاية مارس/ آذار الماضي، دشن وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح حملة لتوزيع نحو 60 ألف "ناموسية" لحماية 116 ألف شخص في 7 محافظات من نواقل الملاريا.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية لدى اليمن أدهم رشاد إن برنامج مكافحة الملاريا المنفذ خلال الستة الأسابيع الأخيرة أحدث انخفاضا في الإصابات بلغ 50 بالمئة.
لكن منتقدين يصفون الخطوات الراهنة لمكافحة الملاريا بالقاصرة، لأنها تتعاطى فقط مع النتائج دون المسببات.
ويطالب هؤلاء بردم المستنقعات وأماكن تجمع السيول وتوفير المحاليل والمستلزمات الطبية والعلاجات المطلوبة.
رعاية غائية
وقال عبد الودود البركاني وهو مواطن من محافظة تعز (غرب)، للأناضول، إن بين 15 و20 مليون يمني يفتقدون الرعاية الصحية.
ودعا المنظمات الدولية إلى رفد المستشفيات بالعلاجات والمستلزمات الطبية لمكافحة الملاريا.
فيما قال سالم الشميري، طبيب في تعز، إن اليمن عامة، وتعز بشكل خاص، يعاني من انتشار الأمراض المعدية ومنها الملاريا؛ بسبب تدهور الوضع الصحي.
وتمنى مكافحة الملاريا بصورة صحيحها، وعدم الاكتفاء بالمنشورات والبرامج التوعوية التلفزيونية.
إصابات يومية
ووفق مدير عام المستشفى الجمهوري التعليمي بتعز د. نشوان الحسامي فإن 60 المئة من سكان المحافظة مهددون بالملاريا في المدن والريف.
وقالت الحسامي للأناضول إن المستشفى يستقبل يوميا إصابات عديدة.
وأوضحت أن الخطر يتضاعف بين من يعاونون أمراض القلب والباطنية وفي مخيمات النازحين، والخطر الأكبر على الأطفال والنساء الحوامل.
وتابعت: مع اقتراب فصل الصيف وموسم الأمطار وتجمعات المياه، فإن الخطر سيكون كارثيا، مع عدم القدرة على ردم المستنقعات.
ولفتت إلى اقتصار مكافحة الملاريا على وسائل تقليدية مثل الناموسيات، وعجز أكثر المواطنين عن الانتقال إلى المستشفيات والمراكز الصحية للفحص وتلقي العلاج بمرحلة مبكرة.
وناشد السلطات والمنظمات الإنسانية وضع خطة لتزويد المستشفيات بالمحاليل المخبرية والعلاجات اللازمة.
تدخلات عديدة
فيما قال وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية علي الوليدي للأناضول إن الملاريا مرض مستوطن بالمين، لكن الوضع بمعظم المحافظات بعد عام 2014 (بداية الحرب) بات أكثر مما كان عليه.
وأضاف أن الوزارة قامت بتدخلات في المحافظات لمكافحة الملاريا، ومنها مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
واستدرك: لكن التحدي الكبير هو الافتقار إلى بيانات بشأن المرض في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، لاسيما إقليم تهامة والساحل الغربي.
وتابع الوليدي أن أحد أسباب زيادة انتشار الملاريا في محافظة عدن (جنوب) هو حركة النزوح القادمة من الساحل الغربي.
وأفاد بأن مركز الملك سلمان للإغاثة (سعودي) شرع مؤخرا في التدخل لمكافحة الملاريا في محافظات اليمن الـ22، عبر منظمة الصحة العالمية.
الأناضول