زوابع فنجان تعز، وتمريغ قرارات الدولة الرسمية

خلال ٤٨ ساعة زاد ضجيج تعز من داخل كلية الطب إلى سوق قرية النشمة إلى تمكين قائد اللواء ٣٥ من الجلوس في كرسي  مكتبه في الحجرية.


وكله ضجيج تَلبَّسَ بالشعارات والرايات ولعص المبادئ بينما هو في حقيقته صراعات شخصية بين مراكز نفوذ محلية وبعضه امتداد لمنافسات شخصيات على خطوط تماس الانتخابات البرلمانية منذ أيام الرئيس السابق صالح وحتى داخل خطوط منافسات داخل حزب المؤتمر نفسه.


وكلها زوابع في فنجان لا تليق بنا ونستحي منها بل ونذوب منها خجلا.


ونتطرق إليها اليوم لأن في داخلها كل سقطاتنا التي نتعثر في أوحالها ثم نتجاهل أو نتغافل عن أننا نحن السبب في مأساتنا ونبدأ في كيل التهم للسعودية والإمارات والسعودية وأمريكا وبريطانيا وحتى إسرائيل. 


أولا: زوبعة كلية الطب


رد فعلي المبدئي على بروز عشرات طلاب متفوقين من منطقة واحدة وهي شرعب كان الإندهاش من غياب الطالبات من قائمة الأوائل.


الفتيات في اليمن- إجمالا- عليهن واجبات منذ الصغر في البيت وينغرس في دمهن ووعيهن أنه يجب تنظيف البيت وإعداد الطعام وغيرها من الواجبات وإنهاء كل شيئ في وقت محدد، فتترسب هذه الحالة في وجدانهن وتترحل إلى الانتظام في المدرسة وإلى إنجاز الواجبات والمذاكرة في البيت، فيتفوقن حتى على إخوانهن الأولاد في نفس البيت.


الفتيان في اليمن- إجمالا- يبدؤون الدخول في جلسات القات والصرمحة في الشوارع والتزويغ من المدرسة، ويتركون التفوق في الدراسة للبنات.


ما الذي حدث مع الحرب وأزاح بالفتيات من المراكز الأولى؟


الخاطرة الثانية التي جاءت على بالي، كانت لو أن كلية قسم الإجتماع كلفت طلابها بعمل أبحاث وكتابة استمارة استبيان لطلاب المناطق المختلفة والمناطق التعليمية المختلفة والمدارس المختلفة لمعرفة سر  تفوق العشرات من منطقة واحدة.


قد يكون السر هو أن القاسم المشترك بين هؤلاء الطلاب هو وجود شخص واحد أو مدرس واحد في المنطقة يفهم وينشر مهارات الكومبيوتر والإجابة على الأسئلة MCQs متعددة الاحتمالات التي تصحح بالكومبيوتر  ويعلمونهم كيفية عدم إهدار الوقت للإجابة على سؤال واحد.


بدلا من التفكير بهذه الطريقة أو أي طريقة مشابهة والبحث عن أقرب تفسير لهذه الظاهرة، غرقنا في أوحال وزوابع تعز.


١- تفاخر أهل شرعب بعظمتهم ونبوغهم وأنهم البارزون في كل ميدان.


٢- ردة فعل ساخطة على كل ما هو من شرعب ابتداء من قادة الألوية والمرقمين والانفلات الأمني وغزوان وغدر  وصولا إلى حزب الإصلاح ونائب الرئيس.


٣- دخول رئيس مجلس النواب سلطان البركاني على الخط والتواصل مع رئيس الوزراء معين عبدالملك-بصفته الرئيس لمجلس الجامعات الأعلى- لنعلم عن كل هذا في صيغة أمر من محافظ تعز موجه لرئيس جامعة تعز بتجميد عملية قبول الطلاب في كلية الطب.


صيغة أمر المحافظ لرئيس الجامعة، "مخيطة بصميل".

المحافظ لا حق له إصدار مثل هذا الأمر لرئيس جامعة.

وكأن المحافظ يعرف هذا، فيتنصل من الضغوط الحزبية والمناطقية و "المشيخية" و "القبلية" المزيفة الطارئة على تعز  الواقعة عليه بهذه الصيغة.


والرئيس الأعلى لمجلس الجامعات صلاحيته فقط التنسيق بين الجامعات وتقنين العلاقة بينها ورسم السياسات العامة.


ويبدو أن رئيس الوزراء لم يستطع أن يتصدى لضغوط حزبية "متنوعة" من أحزاب مختلفة فقام بتوجيه المحافظ بتجميد قبول طلاب كلية الطب الشراعبة.


ورئيس مجلس النواب، لا يجوز قانونيا أن يحشر مهمة مجلس النواب التشريعية ولا إسم "رئيس" هذا المجلس العظيم الذي يجعله بروتوكوليا بعد رئيس الجمهورية مباشرة في مثل هذا الأمر.


٤- رئيس جامعة تعز د. محمد الشعيبي يصدر أمرا من القاهرة- العاصمة المصرية التي يقيم بها- إلى د. رياض العقيبي نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب المقيم في تعز  باستكمال إجراءات التحاق الطلاب الناجحين في الاختبار القبول لدخول كلية الطب.


يعني رفض لأمر المحافظ ورئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لمجلس الجامعات والتنزيل من قدر رئاسة مجلس النواب.


وتعود البهجة لمنطقة شرعب وحزب الإصلاح.

ويعود السخط لمنطقة النشمة وقدس والتربة في الحجرية والتنظيم الناصري.


وتبدأ المطابخ الدعائية المتصارعة بإذكاء لهيب هذه البهجات والغضبات المناطقية والعصبيات الوليدة.


ويتلطخ إسم تعز ونصاب نحن بالحسرة ونذوب خجلا.


ثانيا: زوبعة اللواء ٣٥


هناك أمر من رئيس الجمهورية اليمنية العميد ركن عبدالرحمن الشمساني، قائدا للواء ٣٥ الذي مركز عملياته هو في الحجرية.

والرجل المعين هو من الحجرية، بالرغم من أن هذا لا يجب أن يكون شرطا لتعيينه.

والرجل كان مقاوما للحوثيين منذ البداية وكانت بداياته مع الحزب الإشتراكي ولكن هناك تصميم على ربط إسمه وشخصه بحزب الإصلاح وكأن هذه تهمة بينما لن تكون تهمة إن كان اشتراكيا أو ناصريا.


القادة العسكريون- بحكم القانون- لا يجب انتسابهم لأي حزب.


هناك أوساطا حزبية ومناطقية، ترفض وتعارض وتمانع بل وتقاوم بالسلاح أمر رئيس الجمهورية.


وكانت هناك فعلا مواجهات مسلحة في النشمة وقبلها في جبل صبران وفي جبل بيحان في الحجرية تحت إسم أن قائد اللواء ٣٥ يجب أن يكون مقبولا من "الحاضنة الشعبية" في الحجرية ومن أشخاص في أحزاب معينة.


وفي زوبعة  "اللواء ٣٥"  وزوبعة "النشمة" وزوبعة "تربة الحجرية"، يظهر إسم رئاسة مجلس النواب ويظهر إسم التنظيم الناصري، اللذان هما مسميان غاليان علينا ولكنهما يكثران من عمل الزوابع التي تبقى في قاع الفنجان بلا تأثير ولا فائدة.


ونحن لن ندخل في هذه المقالة في مسألة من هو الدافع الخارجي والممول لهذه الزوابع ولا في مسألة من هي الأوساط المعادية للشرعية والتحالف.


يكفينا الكلام عن عللنا وأمراضنا- وهو كبير وبالزائد ويفيض عن حافة كل الأوعية والفناجين- بدلا من إلقاء اللوم على قطر وتركيا والإمارات وبريطانيا وأمريكا وإسرائيل.


وفي كل هذه الزوابع، يتم هتك شرف "القرارات الرسمية" للدولة اليمنية التي تُمَرَّغْ في قبول طلاب في الجامعة وفي تمكين قائد عسكري من الجلوس في مكتبه.


اليوم، سيتسلم قائد اللواء ٣٥ عمله رسميا في قيادة اللواء في التربة في الحجرية.


وسيتم إعلان العفو الرسمي عن الذين حملوا السلاح ضد قرار تعيينه من باب البحث عن السكينة والاستقرار وليس من باب القانون والحق.


وسيتم قبول الطلاب في كلية طب جامعة تعز.


وستبحث أحزاب تعز وشخصياتها عن زوابع أخرى تصيبنا بالحسرة والضياع والخجل.

ثالثا: هذا هو ما يجب أن تهتم به تعز


١- الأمن

يجب استكمال القبض على من تبقى من عصابات غدر وغزوان ومنع كل أعمال البلطجة وعدم خلط العسكرة بجمع المال والحزبية والمناطقية 


٢- ترسيخ مفهوم الدولة


٣- تحسين الخدمات


٤- الإعداد لتحرير تعز


٥- نجدة مارب


٦- متابعة إتفاق الرياض والعمل لدعم الشرعية والسعودية للخروج من التيه الكبير وإحباط الأعمال الذي يضر بهم وبنا طول الوقت.


٧- عدم الدخول في محاور قطر والإمارات.


٨- فهم ما قد يحدث لهم إذا فاز الحزب الديموقراطي في انتخابات رئاسة أمريكا في نوفمبر القادم، لأن كل حركات جون كيري التي كانت تفزعنا قد تعود.