كلمة الشيخ حمود سعيد المخلافي رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمناسبة الذكرى ال58 لثورة السادس عشر من سبتمبر المجيدة

الأخوة والأخوات :


نهنئكم بمناسبة الذكرى ال58 لثورة السادس عشر من سبتمبر المجيدة التي تذكرنا كل عام ببطولات وتضحيات أبائنا وأجدادنا ضد الإمامة والكهنوت وصولا إلى تحقيق الانتصار وتثبيت مداميك الجمهورية التي أثمرت الحرية والأمن والاستقرار


و تدمير عروش الإرث السلالي 


 وطي تلك الصفحة الطائفية المظلمة إلى مزبلة التاريخ .




أيها الأحرار والحرائر في أرجاء وطننا الحبيب ..يا أحفاد ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين يجب علينا أن نستلهم من التأريخ دروسا للحاضر والمستقبل ..لأن التاريخ يعيد نفسه والإمامة تعود بخرافة الحق اللإلهي في احتكار السلطة والثروة وتعود فصول جديدة من المؤمراة لإسقاط الجمهورية وتفكيك الوطن بتكالب الأعداء والأطماع وإغراق البلاد في آتون مستنقع الحرب والاقتتال والدمار ونشر الخراب في ظل استسلام مهين وارتهان مخزي لأعداء الوطن ومن يضمرون الحقد ويتربصون بالجمهورية والتآمر عليها منذ 21 سبتمبر المشئوم وتكالب العملاء والأعداء للوصول إلى صنعاء عاصمة الجمهورية والوحدة واليمن الجديد .




إننا ننعيش تلك الحقبة والأدوار المشبوهة ونقدر التضحيات الغالية والدماء الزكية لآبائنا وأجدادنا الذين هزموا تلك المؤمرات التي تلت انتصار ثورة 26 سبتمبر وحاولت إعادة الإمامة إلى كرسي الحكم ولكن بفضل وحدة القلوب والإرادة والعزيمة وعدم الركون للآخرين أو التنازل لهم بمقاليد السيادة ووطنية القرار تحقق الانتصار المبين وليس كما يحدث الآن لهذا الوطن الجريح والمنكوب بقيادته إلى جانب ما يعانيه أبنائه من أوضاع مزرية وتدهور اقتصادي وانهيار العملة الوطنية وغلاء فاحش يطحن معيشة الناس ويرميهم في دائرة الفقر والمجاعة دون أن يرف لهم جفن أو يساورهم القلق لمتلازمة هذا الحجيم الناجم عن الحرب والحصار والقيادة الضعيفة وانتظار مايفيض به علينا الآخرون لسد رمق الجائعين ..غير عابئين بما يدور من مؤمرات مدمرة انعشت السلطنات والتجزئة لخريطة الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي وزرع العداوة والبغضاء في الجسد الواحد. .




ياأبناء اليمن الاحرار :




ينبغي علينا ونحن نحتفي بذكرى ثورة 26 سبتمبر في ظل ظروف بالغة التعقيد أن نتحلي بالشجاعة والوضوح للخروج من هذا المأزق وهذه المأساة المتفاقمة وذلك بأن نعترف بالأخطاء و نراجع أوراقنا لإيقاف انزلاق الوطن نحو مزيد من الأوضاع المأساوية والاقتتال والعبثية ..حيث يمكننا القول " كفى " لأن الأوضاع لاتحتمل مزيد من غياب القيادة الوطنية خارج أسوار الوطن وترك الناس تحترق بالحرب وتراكم المؤثرات الاقتصادية القاتلة التي سلبت الانسان اليمني قوته وجعلته رهينة المعونات والسلال الغذائية وبلاقيمة ويتعرض للإهانة في بلده و فريسة سهلة للجوع والموت والقهر في الغربة حيث تمتلئ بهم سجون الأشقاء و عالقين في دول العالم ..وهذا كله نتيجة لغياب الدولة وتسليم مهام القيادة والإدارة للأخرين والاكتفاء بعقد الاجتماعات في وسائل التواصل الاجتماعي  والتحرك بالريموت كنترول والمجاملة والمحابة التي لاتبني وطنا ..بل تجعله بكل مقوماته وإرثه الحضاري وتاريخه العريق وشجاعة أبنائه وتضحياتهم وصمودهم رهينة لعقلية الغير وربما تختصر وطنا بأكمله ضمن صلاحيات سفير لايسمن ولا يغني من جوع.






الاخوة والاخوات..


ينبغي أن نستلهم معاني الثورة المباركة وأدواتها ومقارعتها للظلم وعدم الاستسلام لكي نحقق النصر وذلك بأن ننتصر على أنفسنا ونغادر مربعات السلبية والاتكال ونثمن مقدرات وطننا الحبيب وأن نعيد الثقة لكل يمني بالانتصار لوطنه ..مثلما حدث في بداية الانقلاب الحوثي ..حيث سطرت المقاومة الشعبية صفحات بيضاء وحقق ابطالها الاشاوس انتصارات ساحقة بامكانيات بسيطة وأسلحة ذاتية.. وحيث ساندتهم دول التحالف العربي عندما جاء الأشقاء بأهداف واضحة ومؤازرة صادقة.. تحررت معظم المحافظات و المناطق ولكن عندما انحرف هذا التحالف عن أهدافه انحرفت المعركة وتجمدت المواجهات  وتحولت أرواح الناس لعبة للاخطاء والغرور وأصبحت المعركة مناخا ملائما لتفريغ الحقد  والنكاية والاستنزاف وصارت المعركة خاضعة للمساومات وتصفية الحسابات وإعادة التقسيم وإنشاء السجون السرية واغتيال الابطال .. وتحول هذا التحالف من عونا للشرعية إلى أداة عسكرية وسياسية حادة توجه لها الطعنات وتخلق لها المشاكل والحروب الجانبية والاقتتال وصولا إلى التماهي مع أعداء الجمهورية والوحدة وفرض سياسية الأمر الواقع والفوضى في سقطرى والمهرة وعدن أسوة بمسيرة الحوثيين !!




يمكننا القول بكل شجاعة أن التحالف الذي جاء من أجل استعادة الشرعية أثبت فشله ليس على الأرض فقط بل في محاصرة الشرعية ذاتها بقطع رواتب الجيش الوطني وكذلك تعطيل الموانئ والمطارات والاستفادة من المنشآت النفطية وتصدير الغاز وحرمان الخزينة العامة من أبسط الموارد.. وبالتالي كما تتابعون..  خرجت الأوضاع عن السيطرة وفقدت العملة الوطنية قيمتها وتمخض عن ذلك الغلاء وتوقفت الحركة الاقتصادية وأصبح ملايين اليمنيين مهددين بالموت والمجاعة وعدم القدرة على الحصول الغذاء والدواء ..وللاسف هذا التحالف غير مكترث ولايهمه من ما يحدث..


فكيف يمكن تحقيق الانتصار من بوابة الخيانة أو استعادة الشرعية بالمكر والخديعة الذي تمخض عنه انهيار ماتبقى من مقومات الوطن وتعميق مأساة المواطن.


ياأحفاد سبتمبر وأكتوبر :




إن الحرب لايحسمها غير أبنائها والنصر لايأتي من الخارج وهذه حقيقة تأريخية يجب أن ندركها بعمق وأن نستوعب أن عوامل القوة بأيدينا مادامت قلوبنا عامرة بتقوى الله والإرادة والعزيمة (فنحن أولوا قوة وبأس شديد)  على مر التأريخ .. وبالتالي يجب علينا التمرد عن الذات والتمترس في خندق الوطن والاقتراب من الابطال في متارسهم والاحساس بهم ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم.. فلدينا جبال ثابتة فوق الجبال ونحن نراهن عليهم بصمودهم وشجاعتهم ولكم في أبطال تعز وأسودها أسوة حسنة ..لحيث لم تنال منهم المؤمرات والحشود العسكرية  ولم يستسلموا للرهانات واختلال موازين المعركة وأدواتها ولم يفت في عضدهم الخذلان والمكر والخديعة ..


بل يقفون شامخين يذودون عن تعز ..لم تخترقهم مخططات المشاريع الصغيرة ولا انقطاع الرواتب وغياب الدعم ..واثقين أن النصر من عند الله العلي القدير ..


إخواني وخواتي في يمننا الحبيب :


إن الاوضاع التي تمر بها بلادنا مؤلمة ومايعانيه الناس من تدهور الحياة المعيشية يعمق هذه المآساة ومايشهده الوطن من شتات وضياع وغربة يعقد الأمور ويزيد منسبوب اليأس بتحقيق النصر ..


ولكن الآمال معقودة بالله تعالى مغير الأحوال وهذه الدوامة لن تستمر والمعاناة لن تطول إذا تمسكنا بأخوتنا وتلاحمنا والعمل صفا واحدا بإخلاص دون تخوين أو تراخي أو انقياد.. 


علينا أن نمسك زمام الأمور بأيدينا وأن نقاتل بقلب رجل واحد وبروح يمنية خالصة وشموخ سبأ وحمير وإصرار أبطال ثورتي سبتمبر وأكتوبر العظيمتين 


وهنا بعون الله سيأتي النصر وسنحتفل بانقشاع هذه الغمة ورحيل الوجع ..وتعود الجمهورية والوحدة بألق جديد ويمن جديد .




إن الوطن بحاجة لكل أبنائه وينبض في قلوب أجياله ومصيره بيد كل فرد مخلص لترابه وأرضه وحرمة الدماء إلا على الباغي ..


 والاحتكام للعقل والحكمة ولغة الحوار لاستعادة عافية و مكانة هذا الوطن المسلوب والمنكوب بالحرب والأطماع والارتهان والخذلان وغياب الوعي بما يشهده هذا الوطن الغالي من جحيم ونار موقدة تأكل الاخضر واليابس وعراقة الماضي وأرواح المستقبل وأحلام الاجيال بحياة كريمة يحيطها الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية ووهج العلم والثقافة  .


الرحمة والخلود للشهداء الأبرار 


الشفاء للجرحى الميامينو


الحرية للأسرى


الشيخ حمود سعيد المخلافي

رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية.