الأمم المتحدة تعلن انتهاء نقل النفط من خزان صافر إلى الناقلة الجديدة وسط ترحيب عربي ودولي كبير
أعلنت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إكمالها بنجاح نقل النفط من الناقلة العملاقة للخزان العائم صافر قبالة ساحل البحر الأحمر اليمني - مما منع التهديد الحالي في وقوع تسرب هائل.
وقال الأمم المتحدة في بيان له، نشرته على موقعها الالكتروني، انتهاء نقل النفط في تمام الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي اليوم الجمعة، حيث تم نقل أكثر من 1,1 مليون برميل من النفط إلى الناقلة الجديدة، على مدار 18 يومًا.
وحسب بيان الأمم المتحدة، فقد كانت صافر معرضة لخطر الانهيار أو الانفجار لسنوات، وكان من الممكن أن يؤدي التسرب الكبير من الناقلة إلى كارثة بيئية وإنسانية.
وأوضحت، أنه "تم ضخ الكمية من النفط من على متن الخزان العائم صافر إلى الناقلة البديلة يمن (نوتيكا سابقاً) في عملية النقل من ناقلة إلى أخرى التي بدأت في 25 يوليو من بعد الإستعدادات للعملية في الموقع التي بدأت في مايو من قبل شركة الإنقاذ البحري الرائدة سمت التابعة لشركة بوسكالز. يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي تعاقد مع شركة سمت بتنفيذ العملية".
وأضافت، "تم استخراج أكبر قدر ممكن من الــ1.1 مليون برميل من النفط . ومع ذلك، فإن أقل من 2 في المائة من كمية النفط الأصلية تظل مختلطة مع الرواسب التي ستتم إزالتها أثناء التنظيف النهائي لـصافر".
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالأخبار التي تفيد بأن نقل النفط من على متن الخزان العائم صافر قد انتهى بأمان اليوم. وقال: "لقد حالت العملية التي تقودها الأمم المتحدة دون وقوع ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية وإنسانية على نطاق هائل".
من جهته، قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر: "اليوم هو لحظة فخر لكثير من الناس في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة وكذلك المانحين والشركاء الذين عملوا بلا كلل على مدى الأشهر والسنوات الماضية لتجنب وقوع كارثة في بلد ضعيف بالفعل في أعقاب نزاع طويل الأمد. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، ولكن يمكننا اليوم أن نقول بثقة أنه تم تجنب التهديد المباشر بحدوث تسرب ".
بدوره، قال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي، الذي قاد جهود الأمم المتحدة على نطاق منظومة الأمم المتحدة بشأن صافر منذ سبتمبر 2021: "اليوم يعد إنجازاً عظيمًا. اجتمع تحالف عالمي رائع تحت مظلة الأمم المتحدة لمنع أسوأ سيناريو حدوث تسرب نفطي كارثي في البحر الأحمر. نحن بحاجة إلى إنهاء العمل الذي بدأته الأمم المتحدة. الخطوة الحاسمة التالية هي تركيب العوامة كالم التي سيتم ربط السفينة البديلة بها بأمان ".
وثمنت الأمم المتحدة المانحين على ما وصفته بـ"الدعم السخي".
ورحبت عدة دول عربية وغربية، بإعلان الأمم المتحدة إكمال عملية تفريغ خزان النفط "صافر" المتهالك، قبالة سواحل اليمن.
وأعربت الخارجية السعودية في بيان لها عن "ترحيب المملكة بإعلان الأمم المتحدة حيال اكتمال سحب النفط الخام من الخزان العائم صافر والمقدر بـ(1.14) مليون برميل من النفط الخام".
وجددت "تثمين المملكة جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفريق العمل من الأمم المتحدة الذين عملوا على تسخير جميع الجهود لإنهاء مشكلة الخزان العائم صافر".
كما عبرت عن "تقديرها للدعم المالي السخي من الدول المانحة على ما قدمته من منح مالية بحملة التبرعات لإنهاء تهديد الخزان العائم صافر".
وأشارت الخارجية إلى أن المملكة "كانت من أوائل الدول التي قدمت منحا مالية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ضمن جهودها مع المجتمع الدولي لحل مشكلة الخزان العائم صافر".
وشكرت قيادة "تحالف دعم الشرعية في اليمن" على "ما قدمه من دعم لتسهيل عملية الخطة التشغيلية حتى الانتهاء من تفريغ الخزان العائم صافر" بنجاح واقتدار".
من جهته رحب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، باكتمال خطة تفريغ النفط الخام من الناقلة صافر إلى الناقلة البديلة.
وقال البديوري "إن نجاح خطة التفريغ يدل على تكاتف المجتمع الدولي للحفاظ على البيئة البحرية، وحرصها على عدم حدوث كارثة بيئية في المنطقة" حسب الموقع الإلكتروني للمجلس.
وأشاد معالي الأمين العام بجهود فريق عمل الأمم المتحدة بقيادة معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، والدول المانحة لتمويل الدعم المالي اللازم لهذه العملية لحل مشكلة الخزان العائم (صافر)، كما ثمن معاليه الدور الكبير لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن على جهودهم بتقديم الدعم اللازم طوال عملية تفريغ النفط الخام من الناقلة.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان، عن إشادته بتلك العملية التي وصفها بأنها "معقدة".
وقال: "تم استكمال عملية معقدة في البحر الأحمر لتفريغ كامل النفط بأمان من ناقلة النفط العملاقة صافر، والتي يبلغ عمرها 47 عاما، وترسو قبالة ساحل البحر الأحمر غربي اليمن".
وأضاف بلينكن: "كانت الناقلة صافر معرضة لخطر تسرب نفطي يتطلب عملية تنظيف تكلف عشرات مليارات الدولارات، ويسبب كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية للمنطقة".
واعتبر أن نجاح تفريغ خزان صافر بمثابة "نموذج قوي للتنسيق والتعاون الدولي في المستقبل، لمنع الأزمات قبل حدوثها"، وفقا للبيان.
بدورها، رحبت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن عبر حسابها على منصة "إكس"، باستكمال نقل النفط من خزان صافر.
وأرسلت البعثة تهانيها للأمم المتحدة وجميع الشركاء المعنيين على تلك "العملية الناجحة".
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء "ساهموا بمبالغ كبيرة دعما للجهود الرامية إلى تجنب كارثة بيئية".
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية البريطانية على منصة "إكس" إن المملكة المتحدة "قدمت الملايين في إطار عملية التمويل".
وأضافت: "استغللنا دورنا بقيادة المفاوضات في مجلس الأمن، لدعم جهود الأمم المتحدة لتفادي كارثة بيئية محتملة في البحر الأحمر".
كما وصفت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية ليشيه شراينماخر، إكمال تفريغ خزان صافر بأنه "خبر رائع".
وقالت عبر منصة "إكس" إنه تم نقل ملايين اللترات من النفط بأمان من الناقلة المتهالكة صافر، مما منع تسرب النفط وحدوث أي كارثة بيئية".
وأضافت: "تحقق هذا النجاح من خلال العمل الجماعي الدولي بقيادة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".