الشيخ حمود سعيد المخلافي في كلمة له بمناسبة ذكرى ثورة فبراير " ثورة فبراير شكلت نموذجا حضاريا وسلوكيا راقيا في مسار التغيير والانتصار على الظلم "
أخباري - خاص
قال الشيخ حمود سعيد المخلافي رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية إن ثورة فبراير شكلت أروع ثورة في التاريخ، وانها شكلت نموذجا حضاريا وسلوكيا راقيا في مسار التغيير والانتصار على الظلم، وإسقاط الطغاة والأنظمة المتغلغلة في مفاصل البلاد وخيراته، وجعله ساحة مفتوحة للمتاجرة، والاستثمار في سبيل البقاء والتوريث في بلد أسقط الإمامة والملكية والإقطاعية،
وأضاف المخلافي في كلمة له بمناسبة مرور عقد على ثورة 11 فبراير قائلاً:" الأدوار البطولية للشباب والشابات ،وكل المكونات التي شاركت في مسيرات فبراير واعتصاماته وجوعه وقهره.. وصمدت ببسالة في وجه الآلة العسكرية والأدوات الأمنية قادرة على الانتصار للوطن، ودحر المليشيات ومن يقف وراءهم إلى مزبلة التاريخ".
وتابع قائلاً:" إننا نواجه موجة جديدة من الاستعمار والوصاية والأطماع والمراهقين الجدد الذين أفرزوا حقدهم عندما استنجدنا بهم في لحظة سيئة من التاريخ ...فجاؤا بحقدهم ومكرهم لتمزيق الوطن ونسيجه الاجتماعي، ودعم تآكل وحدته وتشتيت جهود أبنائه ،وصناعة فصائل وأحزمة لتفخيخ المناطق المحررة ..وبعثرت كل الجهود الوطنية الرامية لاستعادة البلاد وأمعنت في إطالة آمد الحرب، ونزيف الدماء ،واستدامة الصراع، وتغذية الخلافات، وإضعاف الروح اليمنية الصلبة الثائرة والمقاومة".
نص الكلمة
الإخوة الأعزاء أبناء ثورة فبراير العظيم
تحل علينا اليوم الذكرى العاشرة لثورة الحادي عشر من فبراير، والوطن يرزح تحت المعاناة ،وسعير الحرب المفتوحة التي أرهقت الانسان وأكلت الأخضر واليابس وتطحنه أسوأ كارثة إنسانية في التأريخ البشري وكلنا يدرك أن هذه المآلات الكارثية تمخضت عنها المؤمرات الداخلية والخارجية، والثورات المضادة التي تجعلنا نتمسك بأهداف هذه الثورة العظيمة ونواصل النضال للخروج بالوطن إلى بر الأمان..
الإخوة رفاق النضال والثورة ..
يدرك الجميع في هذا الوطن أن ثورة فبراير الشبابية السلمية شكلت طوق نجاة، ومحطة إنقاذ لوطن يتجه نحو الهاوية بنظام فاشل، ومنظومة فاسدة أوصلت الأوضاع إلى الإنسداد، وإغلاق كل نوافذ الأمل بالحرية والعدالة والمساواة، وسيطرة ثلة من النافذين على ثروات الوطن ومكتسباته مما دفع بالملايين إلى دائرة الفقر والمجاعة والبطالة وتعثر حركة الإقتصاد والاستثمار ،وكل مقومات النهوض والتقدم أسوة بالبلدان الأخرى ،وصرنا في ذيل القائمة بتدهور الأوضاع والفساد، وهشاشة النظام ومصالحه العائلية التي صارت شغله الشاغل ..
لقد شكلت ثورة فبراير أروع ثورة في التاريخ، وشكلت نموذجا حضاريا وسلوكيا راقيا في مسار التغيير والانتصار على الظلم، وإسقاط الطغاة والأنظمة المتغلغلة في مفاصل البلاد وخيراته، وجعله ساحة مفتوحة للمتاجرة، والاستثمار في سبيل البقاء والتوريث في بلد أسقط الإمامة والملكية والإقطاعية، واختار الجمهورية و الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة؛ لإنهاء الصراعات والاقتتال، وإراقة الدماء ووقف نزيف الأرواح ،وتدهور الأوضاع ،والعبور بالوطن في طريق حضاري يحتكم للخيارات الشعبية، وإرادتها الحرة دون تزوير أو التفاف ومسرحيات هزلية أضرمت شرارة الثورة في قلوب الثوار ،وجعلتهم يخرجون أمواجا بشرية بمختلف انتماءاتهم، ومكوناتهم للانتصار لأحلامهم وكرامتهم ،وحماية خياراتهم بكل الوسائل المتاحة ،وخصوصا بعد مقامرة الفاسدين ،وانتهاج سياسة العنف لمواجهة المتظاهرين السلميين وقتلهم بدم بارد، والإحتماء بالمليشيات المسلحة لإنقاذ ماتبقى من النظام البائد ..
الأخوة المناضلون ياأبطال فبراير المجيد ..
لقد اتضحت خيوط المؤامرة منذ إسقاط صنعاء بيد المليشيات الحوثية نكاية بثورة فبراير والنيل منها، والسعى الحثيث لإقناع الناس أن الماضي كان أفضل وأن الحرب هي نتيجة حتمية للثورة، وذلك خوفا من اقتراب الثورة من عروشهم، وممالكهم، وأوطانهم التي يعتبرونها تركة لا تصلح إلا بوجودهم ،والخروج عن طاعتهم ، وإن مبدأ الولاء للوطن جريمة، وإن الديمقراطية بدعة، والحرية ظلالة ،ولذلك فإن ثورة فبراير كانت شبابية سلمية كسرت كل السياجات الهشة حول الأنظمة العتيقة التي تهاوت أمام إرادة الشعب وصلابته وعزيمته القوية، وطموحات أبناءه بالتغيير والإصلاح.
إن تلك الحرب التي تشتعل في بلادنا هي إفرازات طبيعية لتلك المؤمرات التي سعت إلى النيل من اليمن، وتمزيقه وخاض ثوار فبراير معركة مصيرية للدفاع عن ثورتهم، وانطلقت المقاومة الشعبية لمواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي الذي كان يتربص بالبلاد، وسطرتم ملاحم بطولية رائعة وأذهلتم العالم بالسلم والحرب والمواجهة والسلمية ..فأنتم إرادة الشعب التي لا تقهر مهما كانت خيوط المؤامرة ورياح الظلام ..
أيها الثوار الأماجد لا تستكينوا وأنتم الأعلون، وسينتصر الوطن بعزائمكم وصلابتكم وطموحاتكم في استثمار كل مقومات الوطن وإمكانياته وثرواته وحضارته لبناءه واستعادة مكانته التاريخية والاستراتيجية وقوة أبناءه وبأسهم الشديد الذي لا يلين ..
لقد شهدت ساحة الحرية نموذجا مشرفا ،وحضاريا لثورتكم المجيدة وإصراركم على تحقيق أهداف الثورة التي خرجتم لأجلها، ولم ينل منكم القصف والاختطافات والتنكيل وقتل الثوار والثائرات لإرهابكم وإجباركم على الإنكسار والرضوخ، ولكن ذلك النظام لم يكن في حسابه إصراركم وعزيمتكم الفولاذية والتمسك بالانتصار مهما كان الثمن باهضا يظل فداء لهذا الوطن ولأبنائه الأحرار، وثوراته المتعاقبة، وأرواح شهدائه على مر التاريخ النضالي، وكانت النتيجة سقوط النظام مضرجا بدماء الأبرياء، وأحلام البسطاء والعاطلين وحقوق الكادحين والفقراء .
الثوار والثائرات إن الأدوار البطولية للشباب والشابات ،وكل المكونات التي شاركت في مسيرات فبراير واعتصاماته وجوعه وقهره.. وصمدت ببسالة في وجه الآلة العسكرية والأدوات الأمنية قادرة على الانتصار للوطن، ودحر المليشيات ومن يقف وراءهم إلى مزبلة التاريخ ..
إن الحرب الدائرة أثبتت أن الوطن لا ينتصر لحقوقه ومظلوميته إلا أبناءه المخلصين، وأن المتخاذلين لا يصنعون الحرية ،وأن الانكسار ليس من أخلاق اليمنيين وأصالتهم ولا تراثهم ومآثرهم البطولية على امتداد التاريخ ،وبالتالي بكم يكون اليمن مقبرة الغزاة والطامعين ..وبإخلاصكم واستمرارية ثوريتكم لن تصمد الأيادي المرتعشة، ولن تطول فترة ارتهان الوطن، ولن يظل تحت الوصاية ومسرحا للعمليات الحربية العبثية، وتبادل الأدوار والمتخاذلين وإحباط النصر وإضعاف الشرعية وادعاء الإنسانية المزيفة بمكرمات إغاثية لا تسمن ولا تغني من جوع ..
إننا نواجه موجة جديدة من الاستعمار والوصاية والأطماع والمراهقين الجدد الذين أفرزوا حقدهم عندما استنجدنا بهم في لحظة سيئة من التاريخ ...فجاؤا بحقدهم ومكرهم لتمزيق الوطن ونسيجه الاجتماعي، ودعم تآكل وحدته وتشتيت جهود أبنائه ،وصناعة فصائل وأحزمة لتفخيخ المناطق المحررة ..وبعثرت كل الجهود الوطنية الرامية لاستعادة البلاد وأمعنت في إطالة آمد الحرب، ونزيف الدماء ،واستدامة الصراع، وتغذية الخلافات، وإضعاف الروح اليمنية الصلبة الثائرة والمقاومة؛ ليتسنى لهم تنفيذ أجندتهم ووضع يدهم على خيرات البلاد ومكتسباتها.. ولكنني أؤكد لكم أن معظم البلدان مرت بهذه المراحل الصعبة والتاريخ حافل بنماذج كثيرة ولكنها في الأخير انتفضت وخرجت أكثر قوة وعزيمة في ملاحم استعادة الأوطان وبنائها بتكاتف كل السواعد والقوى الحية والمناظلين والصامدين والمرابطين في متارس العزة والكرامة الذين سينتصر بهم الوطن ،وسيفرحون بنصر الله مهما تكالبت قوى الشر ومؤامراتها الخبيثة للنيل من شموخ هذا الوطن وعزته وكبرياء أبنائه وشجاعتهم وحريتهم وتأخير الانتصار لخيارتهم في السلم والحرب ..
أيها الثوار والثائرات نهنئكم على كل الانتصارات في معارك العزة والكرامة وساحات الحرية ..ولكنني أجدها فرصة مناسبة لندعوكم ونناشدكم بإن الوطن في أمس الحاجة لكم ،ولكل جهودكم الإنسانية للخروج من محنته ومآساته الإنسانية ،وبالتالي أدعوكم وكل أبناء هذا الوطن المخلصين للاستجابة لمعاناته، وحشد كل الطاقات والامكانات المتاحة والمبادرات لتلبية الاحتياجات الأساسية والمتطلبات الإنسانية والتعاون والبذل والعطاء لإصلاح الطرق والمدارس وتوفير احتياجات المستشفيات ولو بالحد الأدنى، وذلك للتغلب على كل العوائق والصعوبات ودعم العمل الإنساني، وجعله على رأس قائمة الأولويات وخصوصا في تعز التي تعاني ويلات الحرب والحصار وقدم أبناؤها الكثير في الثورات والمقاومة والنضال الوطني على امتداد الخريطة الوطنية، وجبهاته ومعاركه المشرفة، وشهدائها الأبرار خير دليل على أن هذه المحافظة حاملة المشروع الوطني، و حاضنة للثورات ،و تقتطع من أوجاعها ومعاناتها لإعادة الحياة للوطن والانتصار لرايته وكرامة أبنائه الأحرار ..
الرحمة لشهداء الوطن الأبرار
الشفاء للجرحى الميامين
النصر لليمن الكبير
الشيخ حمود سعيد المخلافي
رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية.