مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي تعقد مؤتمرها السنوي الأول في تعز
نظَّمت مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي، اليوم السبت، مؤتمرها السنوي الأول في مدينة تعز، بحضور 400 عضو مشارك من مختلف الجهات ذات العلاقة (سلطة محلية، مجتمع مدني، قطاع خاص، أكاديميون، إعلام، مهتمون، المرأة).
ويُعد المؤتمر باكورة مؤتمرات سنوية منتظمة تعقدها المؤسسة في الربع الأخير من كل عام،
بهدف الوقوف على واقع العمل التنموي ودراسة آليات نهضته والارتقاء به، ويهدف في الوقت نفسه إلى تقييم أداء المؤسسة ومشاريعها وآفاق تطويرها.
وتناول المؤتمر لهذا العام، ثلاثة محاور رئيسية، أولها: واقع الاقتصاد في محافظة تعز في ظل الحرب والحصار والآثار المباشرة على المواطنين، بينما تناول المحور الثاني واقع التنمية المحلية ودور منظمات
المجتمع المدني وإسهاماتها في التخفيف من حدة المعاناة ، وتطرق المحور الثالث إلى مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي ..الرؤية، الإسهامات، والآمال المعقودة.
وطُرحت في الجلسة الثانية للمؤتمر السنوي خمسة أوراق عمل متخصصة استعرضت عدة محاور عن واقع العمل التنموي في المحافظة، وعالجت المحاور السابقة من زوايا مختلفة وبمنهجيات البحث العملي ووفق المعطيات المعلوماتية المتاحة.
وفي الافتتاح رحّب المدير التنفيذي للمؤسسة، عبدالرحمن حسن، بالحضور الكبير من قيادات السلطة المحلية والأكاديميين والمجتمع المدني والناشطين والإعلاميين.
من جانبه عبَّر وكيل محافظة تعز الدكتور عبدالحكيم عن شكره للمؤسسة على الجهود التي قدمتها خلال عام من التأسيس، وأنها مثلت إضافة نوعية للعمل التنموي في المحافظة.
وفي كلمة مسجّلة، لرئيس مجلس إدارة المؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي، أطلق من خلالها مبادرةً يدعو فيها لتكوين تحالف واسع من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية والمبادرات الشبابية والنسوية، ويسمى "التحالف المدني لأجل التنمية".
كما بعث الشيخ المخلافي عدة رسائل، كانت أهمها للقيادة الشرعية، مذكرا إياها بأن "الشعب بدء يتململ ضجرا من هجرانكم له وابتعادكم عن تطلعاته، وأن الفجوة بين الشعب وقيادته أصبحت كبيرة، فاللحظة تتطلب منكم صلابة في العلاقات بينكم وبين شعبكم واقترابا من جماهيركم".
وأضاف الشيخ حمود سعيد المخلافي في رسائله، بأن "الوضع الاقتصادي بات مزريا للغاية فالمعاناة التي نزلت على رؤوس أهلنا عظيمة، فواجب الوقت يدعونا أن نحسن إدارة مواردنا المادية والبشرية ونستفيد منها لانتشال الناس من وضعهم التعيس والمنحدرات السحيقة التي أصبحنا ننحدر إليها جميعا".
ودعا رئيس مجلس الإدارة قيادة الشرعية إلى الالتحام بجماهيرها والاقتراب من شعبها الذي وقف إلى جانبها رافضا كل الإنقلابات ومقاوما لكل السلطات التي لا تمثل إرادته.
وفي خطابه للمؤتمر السنوي الأول الخاص بالمؤسسة، وجه الشيخ حمود المخلافي في رسالة إلى قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز، قائلا "كنتم ولازلتم الاستثناء المميز عبر جغرافيا الوطن، فقد استطعتم تحقيق الكثير من الإنجازات وتجاوزتم العديد من الصعاب".
وتابع الشيخ المخلافي في كلمته، "إن شابات وشبان تعز حاضرون لمواجهة أعتى المشكلات ومعالجة كل الاختلالات التي تواجه تعز اقتصادية كانت أو تنموية أو اجتماعية أو أمنية، وأن ما يُحاك لمحافظتنا ليس بالقليل، وهذا زمن الشباب وأوانه وهم قادة المستقبل ورجاله فكما غيَّروا معادلة الحرب بأجسادهم وأشلائهم الممزقة فهم الأقدر على إحداث ثورة التنمية والبناء".
وفي رسالته إلى قيادة المجتمع المدني، قال الشيخ المخلافي، "ليس من المستحيل أن نجعل من تعز أنموذجا تنمويا فريدا فقط، علينا أن نؤمن بذواتنا ورسوخ الثقة بما نملكه من ملكات وقدرات.
وفي ختام جلسات المؤتمر فُتح الباب للمداخلات و النقاش من قبل المشاركين للمزيد من الإثراء والاضافة والمراجعة، وتوافق المؤتمرون في نهاية الجلسات على مجموعة من التوصيات.
وأوصى المؤتمرون بضرورة تبني السلطة المحلية ممثلة بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل "تحالف المجتمع المدني من أجل التنمية" وإعداد الدراسات واللوائح والخطط اللازمة لإنشاء وتكوين هذا التحالف ومتابعة تفعيله والاستفادة القصوى من قواه المتكاملة نظرا للوضع الاستثنائي الذي تعيشه تعز في هذه المرحلة.
كما أوصوا قيادة السلطة المحلية بتشكيل فريق من المختصين (اقتصادين، باحثين، رجال أعمال ومختصين من مكتب المالية والتخطيط و من المؤسسات النقدية والمصرفية بالاضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني) بإعداد مصفوفة التنمية الشاملة و ضمنها مصفوفة تنمية الموارد المالية اللازمة لتنفيذ خطط السلطة
المحلية حتى العام 2025 ومكافحة الفساد، وتسمى "استراتيجية تعز 2025".
وأوصى المؤتمرون مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي بتوسيع دائرة الشراكة مع منظمات المجتمع المدني وبذل جهود مضاعفة لتنفيذ
المشاريع المستقبلية المعلن عنها ضمن خطة العام القادم، ودعم وتبني المبادرات الشبابية والمؤسسات المجتمعية الناشطة في مجال التمكين الاقتصادي والتي ترعى أسر الشهداء والجرحى.
كما تضمن البيان الختامي للمؤتمر العديد من التوصيات الأخرى للقائمين على الشأن التنموي في المحافظة ومنظمات المجتمع المدني وقيادة العمل السياسي والعسكري ووجاهات المجتمع والشخصيات المؤثرة.