اتهامات للإمارات بمحاربة من يمد يد العون لليمنيين.. استياء واسع من استهداف مسؤول بالهلال الأحمر التركي في عدن.. حادثة ستكون لها تبعاتها

أثار الهجوم المسلح الذي استهدف أحد مسؤولي الهلال الأحمر التركي في العاصمة المؤقتة عدن (جنوبي اليمن) موجة سخط واستياءً واسعاً بين أوساط اليمنيين.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ"الموقع بوست" إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على "علي جان يودك" المسؤول المالي للهلال الأحمر التركي بعدن، وأن إصابته خطيرة، واخترقت إحدى الرصاصات رأسه والأخرى في يده ورموا به في منطقة خالية بمنطقة بئر فضل بمديرية المنصورة.

 

ووفي وقت سابق اليوم، أعلن الهلال الأحمر التركي إصابة أحد موظفيه في هجوم مسلح من أشخاص مجهولين في عدن.

 

وقال الهلال الأحمر التركي -في تغريدة بحاسبه على تويتر- إن "أحد موظفي الهلال الأحمر التركي أثناء أدائه واجبه الإنساني في اليمن تعرض إلى هجوم مسلح من أشخاص مجهولي الهوية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أدى إلى إصابته، مشيرا إلى أن إصابة الموظف خطيرة.


وبحسب الهلال الأحمر فإن وزير الصحة التركي وجه بالإجراءات اللازمة لنقل المصاب إلى تركيا، لافتا إلى أن السلطات المحلية في عدن تقوم بعملية تحقيق لكشف هوية وأجندة منفذ أو منفذي الهجوم.


ودأبت المنظمة التركية، منذ اندلاع المعارك في اليمن، على تقديم مساعدات إنسانية على النازحين والمتضررين من الحرب، فضلا عن الأسر الأشد فقرا.

 

وتخضع عدن لسيطرة مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، منذ أغسطس 2019، وزادت حدة الانفلات الأمني والفوضى في المدينة خلال الأيام الأخيرة.

 

ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اختطف مسلحون يتبعون مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا مدير بعثة الهلال الأحمر التركي في اليمن والمسؤول المالي للبعثة أثناء مرورهم من حاجز أمني بمديرية التواهي.

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين حول استهداف موظفي الهلال الأحمر التركي وهو يؤدي عمله الإنساني في ظروف معيشية سيئة يشهدها اليمن ككل في ظل انهيار للعملة.

 

واستهجن اليمنيون العملية الإجرامية في حق الموظف التركي الذي ترك أهله وعائلته وقدم لمساعدة اليمنيين، مُحملين الإمارات ومليشياتها في عدن المسؤولية الكاملة عن حياته.

 

وفي الشأن ذاته، اتهم الإعلامي اليمني سمير النمري الإمارات بعملية الهجوم الذي استهدف موظف الهلال الأحمر التركي في عدن.

 

وقال النمري "جن جنون الإمارات من قيام الهلال الأحمر التركي بتنفيذ مشاريع ومساعدات في مدينة عدن اليمنية، والتي لاقت ترحيباً كبيراً من قبل المواطنين".

 

‏وأضاف "أسندت الإمارات لمليشياتها خطف الموظف التركي علي جان يودك وإطلاق النار عليه في رأسه من مسافة صفر في محاولة منها للضغط على المنظمة للمغادرة". وحمل الإمارات ومليشياتها في عدن المسؤولية الكاملة عن حياته.

 

وقال "التحريض المتواصل ضد المؤسسات الإنسانية التركية العاملة في اليمن".


مستشار وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية مختار الرحبي وجه الإتهام إلى أبو ظبي ومليشياتها في عدن وقال إن "مليشيات الإمارات في عدن تستهدف موظف في الهلال الاحمر التركي في عدن".

 

وحمل المسؤول اليمني الإمارات كل نتائج العمل الذي وصفه بـ"الأرعن".


القيادي في المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني قال "جريمة موظف الهلال الأحمر التركي أنه جاء يقدم يد العون لأبناء عدن المنكوبة من قبل مرتزقة الإمارات".

 

واعتبر اليماني محاوله اغتيال موظف الهلال  الأحمر التركي على أيادي مليشيا الانتقالي إرضاء لأسيادهم في أبو ظبي.


في حين قال المحلل السياسي ياسين التميمي "عملاء الإمارات والتحالف يستهدفون موظف إغاثة تركي في عدن"، مضيفا "ما يحدث في عدن هو استفحال خطير لجرائم العصابات والإرهاب الممول من الإمارات والتحالف، آخر هذه الجرائم الإرهابية استهداف المسؤول المالي في الهلال الأحمر التركي جان يودك، الذي يعمل من مدينة عدن لإغاثة الشعب اليمني، فيما يمثل آخر المبادرات التي لا تزال تحاول العمل في المناطق التي يسيطر عليها التحالف وعصاباته الإجرامية".

 

وتابع "محاولة منع الأنشطة الإغاثية في ظل الإخفاق الكبير في العمليات الإنسانية، هي حرب قائمة بذاتها على اليمنيين، وتأخذ أبعادها السيئة من خلال استمرار الانتهاكات التي تطورت إلى اختطاف الفتيات وإخفائهن، في وقت يتم تداول قصص عن دور لمال التحالف في تحريك هذه الجرائم الشنيعة".

 

فيما اعتبر الكاتب الصحفي علي الفقيه "محاولة اغتيال المسؤول في الهلال الأحمر التركي بمدينة عدن استهدافاً للعمل الإغاثي ومصادرة من قبل العصابات التابعة لدولة الإمارات لما تبقى من فرص يتلقى من خلالها السكان مساعدات إنسانية"


الباحث اليمني رئيس مركز أبعاد عبد السلام محمد قال إن "الإمارات تنقل معركتها مع تركيا إلى اليمن من خلال محاولة اغتيال عصابات تابعة لها في عدن لأحد موظفي الهلال الأحمر التركي، بعد أيام من اختطاف الفريق".

 

وبحسب الباحث اليمني فإن هذا الأمر يضر بوضع التحالف في اليمن الذي هدفه دعم الشرعية وإسقاط انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران.



وغرد صالح منصر اليافعي بالقول إن "استهداف أعضاء الهلال الأحمر التركي في عدن من قبل مليشيات الإمارات، يعطي تركيا الحق بالتدخل لحماية مواطنيها".



القيادي في المقاومة الجنوبية والمعتقل في سجون الانتقالي سابقا عادل الحسني قال إن "إصابة المسؤول المالي في  الهلال الأحمر التركي من عصابة تابعة للمجلس الإنتقالي الإماراتي حادثة ستكون لها تبعاتها".


الناشط عيسى سعيد الشفلوت هو الآخر قال إن "اغتيال أحد مسؤولي الهلال الأحمر التركي في عدن هي إحدى منجزات العصابات".

 

وأضاف "لم يخدموا المواطنين ولم يتركوا الآخرين ليقدموا الخدمة لهم بل قتلوا المواطنين واختطفوا اليمنيات وقتلوا من يخدمهم".


فيما الصحفي أشرف عبد الغني يرى أن إصابة المسؤول الإغاثي في بعثة الهلال الأحمر التركي، إثر محاولة اغتيال تعرض لها في عدن، جاءت بعد أيام من إعلان أنقرة اعتقال شخص متهم بالتجسس لصالح الامارات.


وتساءل: "هل يفهم أن محاولة اغتيال المسؤول الإغاثي بعدن ردا إماراتيا على تركيا؟".