صحيفة سعودية: أطماع الزبيدي الشخصية هي من تحرك الانتقالي في اليمن
أكدت صحيفة "إندبند نت عربية" السعودية، أن الأطماع الشخصية لعيدروس الزبيدي والبحث عن مجد شخصي هي من تحرك المجلس الانتقالي الذي تسببت ممارساته في تعطيل معركة تحرير صنعاء.
جاء ذلك في مقال لرئيس تحرير الصحيفة الكاتب عضوان الأحمري، بعنوان «من يحرك الانتقالي في اليمن؟».
وأشار الأحمري، إلى أنه في نهاية أبريل (نيسان) 2017 أصدر الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي قرارًا بإقالة عيدروس الزبيدي من منصبه محافظًا لعدن، وبعد أسبوعين فقط من الإقالة، ورغم تكريمه بتعيينه سفيرًا في وزارة الخارجية، فاجأ الزبيدي الجميع بإعلانه تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأوضح الأحمري أن هذا التسلسل يشبه إلى حدّ كبير ما فعله محمد حمدان دقلو (حميدتي) في السودان، عندما رفض الاندماج في الجيش النظامي، وانقلب على السلطة بعد إعلان المهلة، وبدأ هجومًا مسلحًا، معتبرًا أن تشبيه الزبيدي بحميدتي تشبيه منطقي في السياق السياسي والعسكري.
وقال الكاتب السعودي إن المحرّك الأول لكل من "الانتقالي" في اليمن و"الدعم السريع" في السودان هو الأطماع الشخصية والسعي وراء المجد الذاتي، بعيدًا عن عدالة القضايا المرفوعة، مؤكدًا أن من حق أبناء اليمن، شمالًا وجنوبًا، تقرير مصيرهم بأنفسهم.
وتساءل الأحمري: من الذي عطّل تحرير صنعاء؟، موضحًا أنه بعد عامين من انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، قرر الحزام الأمني في عدن، ومجموعات جنوبية أخرى، الدخول في مواجهات مع كل من يختلف معهم، تحت ذرائع وصفها بالواهية، مثل وجود تنظيم “القاعدة” و”الإخوان”.
وقال إن المناوشات تصاعدت عندما كشر المجلس الانتقالي عن أنيابه، لا في مواجهة الحوثيين، بل ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والمعروفة اختصارًا بـ”الشرعية”، لتشتعل الخلافات منذ ذلك الحين، فيما كان الحوثيون يراقبون المشهد من صنعاء بارتياح.
وتناول الكاتب تناقض السرديات التي يطرحها الزبيدي، مشيرًا إلى أن “من عطّل تحرير صنعاء يعلن اليوم استعداده للتحالف مع أبناء الشمال لطرد الحوثي”، غير أن هدفه الحقيقي ـ بحسب الأحمري ـ هو الوصول إلى كرسي الرئاسة، ليس في الجنوب فقط، بل في كل مساحة يمكنه السيطرة عليها، متسائلًا: إذا كان يطالب باستقلال الجنوب، فما علاقته بمستقبل الشمال؟
وأضاف أن ورقة "الاستقلال"، التي يصفها بالانفصال، ليست سوى واحدة من أوراق عدة يلوّح بها الزبيدي، محذرًا من أنه قد يذهب إلى تقديم عروض تطبيع مع إسرائيل مقابل دعم واشنطن للمجلس الانتقالي، وإن فشل في ذلك فقد يتجه نحو موسكو، التي استقبلته مؤخرًا، لفتح نفوذ روسي واسع في جنوب اليمن، ما قد يطلق مرحلة جديدة من الصراع الغربي–الروسي على الأرض اليمنية بدافع أطماع شخصية.
واختتم الأحمري مقاله بالتأكيد على أن عيدروس الزبيدي لن يقبل بالمجلس الرئاسي، ولن يتنحى عن رئاسة المجلس الانتقالي، ولن يرضى بشريك في تقرير مصير الجنوب، متوقعًا لجوءه إلى السلاح ضد أي محافظة ترفض الانصياع لرغباته، مؤكدًا أن كثيرين قد يحرّكون “الانتقالي”، لكن المحرّك الأساسي هو طموحات وأطماع الزبيدي الشخصية.