اندلاع في حريق بمركز عزل لمرضى كورونا في العراق يودي بحياة 72 شخصاً
أدى حريق اندلع مساء الإثنين، بمركز عزل لمرضى كورونا في مستشفى بمحافظة ذي قار، جنوبي العراق، إلى وفاة 72 وإصابة العشرات، وفق مصدر طبي حكومي.
وهذا الحريق هو الثاني من نوعه خلال أقل من 3 أشهر، إذ اندلع في 24 أبريل/نيسان الماضي، حريق مماثل في مستشفى "ابن الخطيب" بالعاصمة بغداد، جراء انفجار أسطوانة أكسجين؛ ما أدى إلى مصرع 82 شخصا وإصابة 110 آخرين، وفق السلطات.
وآنذاك، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إيقاف وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ بغداد محمد جبر، ومسؤولين آخرين، عن العمل، ولاحقا قدم وزير الصحة استقالته من منصبه.
وقال المصدر، وهو طبيب في دائرة صحة ذي قار الحكومية، الثلاثاء، إن "عدد الوفيات جراء الحريق، الذي اندلع مساء الإثنين بمركز لعزل وعلاج مرضى كورونا في مستشفى الحسين الجامعي بمدينة الناصرية مركز ذي قار، بلغ حتى الآن 72 شخصا".
وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث للإعلام، إن "بين الضحايا 30 جثة مجهولة الهوية نتيجة تفحمها واختفاء ملامح أصحابها".
وأضاف أن فرق الانقاذ والدفاع المدني ما تزال تنبش بين أنقاض الحريق بحثا عن جثث محتملة.
وعلى خلفية كارثة الحريق، تقدم مدير دائرة صحة ذي قار، صدام صاحب الطويل، باستقالته من منصبه، وفق طلب موقع باسمه بتاريخ الثلاثاء.
وجاء في الطلب، الذي تداولته وسائل إعلام محلية: "في هذه اللحظات المؤلمة أقدم استقالتي من المنصب إيمانا مني بأن حياة الناس أكبر من المناصب".
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن "فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار، وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات".
وأضاف صالح، في تغريدة، أن "التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم"، مؤكدا أنه "لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين".
في الأثناء، عمت احتجاجات غاضبة منددة بالفساد في مدينة الناصرية، ليل الاثنين الثلاثاء، على خلفية حريق المستشفى، وفق شهود عيان.
وقال الشهود، إن المتظاهرين أغلقوا 3 مستشفيات خاصة في مدينة الناصرية، معتبرين أنها تشكل أذرع الفساد في القطاع الصحي بالبلاد.
وأشاروا إلى أن "المتظاهرين أغلقوا أيضا العيادة الخاصة لمدير عام صحة ذي قار صدام صاحب الطويل".
وكان الكاظمي أمر، بعد اجتماع طارئ مع عدد من مسؤولي حكومته مساء الاثنين، بتوقيف عدد من المسؤولين المحليين عن العمل وإيداعهم السجن لحين الانتهاء من التحقيق في حريق مستشفى الحسين.
وشمل أمر الكاظمي كلا من: مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة.
كما أعلن الكاظمي الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، دون الإشارة إلى أيام محددة.
وفيما لم يعلن رسميا عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية أنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين.
وكان محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، قرر، وفق بيان صادر عنه مساء الاثنين، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة لإعلانه للرأي العام.
كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدءا من الثلاثاء.
من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريدة، إن فاجعة مستشفى الحسين "دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين".
واعتبر أنه "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
ولدى العراق بنى تحتية محدودة ومتهالكة في مختلف القطاعات بينها قطاع الصحة جراء عقود من الحروب المتتالية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية والفساد المستشري في البلاد.