إيران تتهم إسرائيل بالوقوف وراء هجوم منشأة نطنز النووية وتتوعد بالانتقام

اتهمت إيران إسرائيل رسميا بتنفيذ الهجوم على منشأة نطنز النووية، وتعهدت بالانتقام، في حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو الصراع مع إيران ومشروعها النووي بالمهمة الضخمة جدا.

فقد نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله اليوم الاثنين إن إسرائيل مسؤولة عما وصفه بالعمل التخريبي الذي وقع أمس في منشأة نطنز النووية، وإنها ستنتقم.

وقال ظريف "الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني للنجاحات التي حققها في مسار رفع الحظر الظالم. لكننا لن نسمح بذلك، وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم".

وفي تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية، قال وزير الخارجية الإيراني إن منشأة نطنز النووية هي اليوم أقوى من السابق، مضيفا أنه "إذا تصور العدو أننا ضعفنا في المفاوضات النووية ، فإن الذي سيحصل هو أن هذا العمل الجبان سيقوي موقفنا في المفاوضات".

من جهتها، قالت الخارجية الإيرانية إن ما حدث في نطنز كان إرهابا نوويا على الأراضي الإيرانية، وإن طهران تحتفظ بحق الرد في إطار القوانين الدولية.

وأضافت الوزارة أن إيران سترد على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين.، معتبرة أن حادث نطنز يهدف إلى التشويش على مسار مفاوضات فيينا، في إشارة إلى المحادث الجارية سعيا لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبى عام 2015.

وتابعت أنه إذا كان الهدف من الهجوم على منشأة نطنز هو دفع الصناعيات النووية الإيرانية إلى الوراء، فإن الهجوم لم يكن ناحجا.

وكان مساعد وزير الخارجية الإيرانية أعلن أمس الأحد بعد ساعات من وقوع حادث في منشأة نطنز، التي تقع تحت الأرض على بعد 400 كيمومتر جنوب طهران، أن بلاده ستمضي في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.

تصريحات نتنياهو

وفي تصريحات بعد الهجوم الذي وقع فجر أمس على منشأة نطنز، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو إن الصراع مع إيران وتوابعها ومشروعها النووي مهمة ضخمة جدا.

وأضاف نتنياهو أن الوضع القائم اليوم ليس بالضرورة هو الوضع الذي سيكون قائما غدا، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه من الصعب للغاية تفسير ما حققته إسرائيل بعد أن تحولت من حالة العجز إلى قوة إقليمية وعالمية، على حد وصفه.

وكانت تحليلات إسرائيلية أفادت بأن منشأة نطنز الواقعة في أصفهان أصيبت بأضرار كبيرة بعد تعرضها أمس الأحد لما يعتقد أنه هجوم إلكتروني، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الموساد (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي) نفذه.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر مخابراتية أن جهاز الموساد نفذ هجوما إلكترونيا على منشأة نطنز، وخلف أضرارا كبيرة، وذلك بعد أن أعلنت طهران عن وقوع خلل في شبكة توزيع الكهرباء بالمنشأة.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادرها أن التقديرات تشير إلى أن الأضرار، التي لحقت بمنشأة نطنز، كبيرة، ومست أجهزة الطرد المركزي، مشيرة إلى أن الضرر سيقوض قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم.

وكان مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، نقل أمس عن مراسل قناة "13 الإسرائيلية" للشؤون العسكرية والأمنية، أنه ربما تكون هناك قنبلة زرعت داخل المنشأة أدت إلى تدميرها، أو إلحاق أضرار كبيرة بها.

إرهاب نووي

وبعيد الهجوم على نطنز، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن ما جرى في المنشأة "عمل إرهابي نووي"، ودعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواجهة هذه الإجراءات، مهددا بأن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذه العملية ومنفذيها ومن يقف خلفها.

وأضاف صالحي أن طهران ستواصل عملها لتوسيع صناعتها النووية، ورفع العقوبات الظالمة عنها، مشيرا إلى أن هذه العملية تظهر فشل الجهات التي تعارض المفاوضات النووية مع طهران.

وكان موقع وكالة أنباء فارس الإيرانية قد نقل -عن المتحدث باسم لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني مالك شريعتي- قوله عبر تويتر "يُشتبه جدا أن يكون هذا الحادث -الذي تزامن مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية ومع مساعي إيران لإرغام الغربيين على إلغاء العقوبات- عملا تخريبيا واختراقا".

وأضاف شريعتي أنهم يتابعون أبعاد القضية وتفاصيلها وسيعلنون نتائج ذلك بعد التوصل إلى حصيلة نهائية.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي -لوكالة أنباء فارس- إن شبكة توزيع الكهرباء في موقع "نطنز" تعرضت لحادث أمس الأحد.

المصدر : الجزيرة + وكالات