"بيت الموسيقى والفنون".. ألحان اليمن في فضاء رقمي

تلقي هذه الزاوية الضوء على موقع إلكتروني عبر فضاء استحدثته التكنولوجيا. هنا زيارة لموقع مؤسَّسة "البيت اليمني للموسيقى والفنون" على الإنترنت، والذي تعمل من خلاله على عرض أنشطتها في توثيق وحفظ تراث البلاد الموسيقي.

يُعَدّ اليمن من المواطن القديمة للموسيقى؛ ففيه نشأت ألوان محلّية خاصّة منذ الحضارات الأُولى التي اتّخذته مستقرّاً، ثم تطوّرت لتُصبح أنماطاً موسيقية مستقلّة بذاتها؛ مثل: اللحجي، والعدني، والحضرمي، والصنعاني الذي أدرجته منظّمة "يونسكو"، مؤخَّراً، في قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية.

وكحال الكثير من البلدان العربية التي تأثّرت بالحروب خلال العقد الأخير، كان لليمن فيها نصيبٌ كبير ومؤلم، وهو ما خلّف آثاراً قاسية على البيئة الموسيقية في البلاد، التي شهدت تراجعاً في الاهتمام من الجهات الثقافية الحكومية، وتُرك شأن هذا القطاع للمبادرات التي يقوم عليها الأفراد والمنظّمات، في محاولة منهم لترميم المشهد الثقافي بالأنشطة والفعاليات الفنّية.

إحدى هذه المؤسَّسات التي ظلّت قائمة في وجه آلة الدمار والعنف هي "البيت اليمني للموسيقى والفنون" الذي أسّسه المُلحّن والمؤلّف الموسيقي فؤاد علي الشربجي (1970) في صنعاء عام 2007.

يُعرّف موقع المؤسَّسة على الإنترنت (www.yemenihouse.org) بالكثير من أنشطتها وأهدافها؛ فمن خلال تصنيف "من نحن"، نقرأ الإطار العام الذي يشتغل ضمنه أفرادُها، ويتمثّل في "الحفاظ على الموروث الشعبي وهويّتنا الفنية، ونشر الوعي الموسيقي"، و"جمع وتدوين ألحان الزوامل والمغارد (الأهازيج والمواويل اليمنية) وأغاني الزراعة وأغاني الصيّادين، والعمّال والبنّائين والحِرفيّين، وتوثيقها عِلمياً"، و"إحياء أغاني الأطفال القديمة والمرتبطة بالبيئة اليمنية، وتشجيع وتبنّي الأطفال الموهوبين في مجال الغناء والموسيقى".

وفي تصنيف "أخبار"، يُسلّط الموقعُ الضوء على أهمّ الأنشطة والمشاريع التي تقوم بها المؤسَّسة، وآخرها كان في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين أُطلق مشروع "تراثنا أمانة" لأرشفة ورقمنة آلاف الأغاني اليمنية، التي جرى جمعها وتوثيقها خلال فترات طويلة من مصادر وجهات عدّة، وإنشاء قاعدة بيانات إلكترونية مخصّصة لحفظ هذا التراث.

تفتقر بعض تصنيفات الموقع إلى التحديث المستمرّ، كما هو الأمر في "تحقيقات" الذي لم يشهد أيّ تحديث بعد آخر تحقيق نُشر فيه بتاريخ 23 فبراير/شباط 2019، ووقّعته الصحافية عبير محسن بعنوان "بين أوتار أربعة: خلق تاريخ الأغنية اليمنية"، وكذلك "حوارات" الذي كان آخرَ ما أُدرج فيه حوارٌ مع المُلحّن نضال عبد الرحمن في صيف 2020.

في المقابل، تبدو تصنيفات أُخرى، مثل "مقالات"، أكثر متابعة للحدث، وتواريخُ النشر فيها منتظمة، كما أنّ مواضيعها متنوّعة ما بين المتابعة والتحليل الموسيقي والإضاءات التي تستذكر أبرز أعلام الموسيقى اليمنية. وكذلك "نشاطات"؛ وهو تصنيفٌ يتميّز بتحديث مستمرّ، وفيه الأغنية التي رأت النور قبل أيام قليلة، وأعدّها "البيت اليمني للموسيقى والفنون" للاحتفاء بكأس العالَم في قطر بعنوان "جنّة الدنيا قطر".

يمكن العثور، أيضاً، في هذا التصنيف، على المسلسل الإذاعي "شواقيص وقمريات" الذي أنتجته المؤسَّسة صيف هذا العام، وهو من تأليف القاصَّين زياد القحم وسمير عبد الفتاح، وتتناول كلّ حلقة من حلقاته جانباً من جوانب الفنون والتراث في اليمن.


العربي الجديد