جسدت الحرب والموت والقمع في اليمن.. غرافيتي يمني يكشف تعرض جداريته للتخريب في باريس
كشف الغرافيتي اليمني مراد سبيع عن تعرض جدارية رسمها في قلب مدينة باريس للتخريب والتشويه من قبل مجهولين.
وعلق سبيع بالقول "للفن قدرة هائلة على الإغضاب والتحريض والتنوير، متابعاً "بعد أقل من يومين على تنفيذي لجدارية الكولاج "القهر" في قلب مدينة باريس، تم تشويه الجدارية وإلغائها".
وأضاف الغرافيتي سبيع "لقد مرت أعمالي وخصوصا السياسية منها بالكثير من عمليات الطمس في السنوات المنصرمة، لكن كلما حدثت، تجعلني أدرك أني على الطريق الصحيح".
وعلق ناشطون على الحادثة بالقول إن قوة العمل الفني (تأثيره ودلالاته) هو ما دفع أصحاب النفوس المريضة للاعتداء عليه والسعي لحجبه عن العامة، مستطردين "لا تُحارب إلا الحقيقة.. الاستمرار هو الحل" طبقا لكلامهم.
وأوضح سبيع في وقت سابق أن جدارية "القهر" تجسد الحرب والموت والقمع في اليمن، حيث يتم تدمير كل شيء وتقسيمه، حسب تعبيره، منوها إلى أن هذه اللوحة الجدارية مستوحاة من "الصرخة" العمل الشهير للرسام النرويجي الكبير إدوارد مونش.
ونُفذت الجدارية على ضفة نهر السين، بين متحف اللوفر ودورسي، في 25 يوليو/تموز 2021.
الصرخة لإدوارد مونش
تعد لوحة الصرخة للفنان النرويجي إدوارد مونش أشهر لوحاته، وتشتهر "الصرخة" بالشخص الذي يقف في مركز اللوحة، يصرخ، ويضع وجهه بين كفيه.
يقف الشخص المعذب على طريق يطل على مضيق كريستيانا بالعاصمة أوسلو، تحت غروب شمس دراماتيكي يغلب عليه اللونان الأحمر والأصفر.
كما تعتبر من أهم وأشهر لوحات الحداثة الأوروبية، وأصبحت رمزا للاضطراب النفسي والقلق واليأس الذي يحيط بالإنسان الحديث.
كتب مونش في يومياته عن سبب إلهام اللوحة "ذات مساء كنت أسير على طول الطريق، كانت المدينة على جانب، والمضيق البحري تحت المدينة، شعرت بالتعب والمرض، توقفت ونظرت إلى المضيق، حيث كانت الشمس تغرب، وتحولت الغيوم إلى لون الدم، شعرت بصراخ يمر في الطبيعة، بدا لي أنني سمعت الصرخة، رسمت هذه الصورة، والغيوم على أنها دماء فعلية، فكانت الصرخة".
استخدم مونش لتصوير ألوان الغروب وسائط مختلفة (تمبرا، الألوان الزيتية، والباستيل)، وخلط الوسائط معا لتوضيح قوة الألوان، لكن في الوقت نفسه تسبب ذلك الخلط لوسائط مختلفة في حدوث تفاعلات كيميائية أدت إلى تدهور ألوان اللوحة.
بمرور الوقت تلاشت الألوان النابضة بالحياة في اللوحة، خاصة بعد تعرضها للسرقة أكثر من مرة، واستمرار عرضها في متحف مونش واقتراب الجمهور منها لمشاهدة ضربات الفرشاة والألوان عن قرب، مما تسبب في تزايد نسبة الرطوبة على سطح اللوحة نتيجة بخار الماء الناتج عن التنفس.
ووفقا لبحث مستمر أجري في مختبر التحليل العلمي للفنون الجميلة بنيويورك، أثبت أنه على مدار 127 عاما الماضية تلاشت الأصباغ الصفراء، وتحولت إلى اللون الأبيض، بالإضافة إلى ظهور بعض علامات التدهور الأخرى، حتى أنه بداية من عام 2006 أصبح نادرا ما يتم عرض اللوحة للحفاظ على الألوان من التحلل.