إعلان يوم "الأغنية اليمنية" بالأول من يوليو من كل عام

يزخر اليمن بتراث متنوع وثري، يشكل هويته بمكوناته المادية وغير المادية، فيما يبرز "التراث الغنائي"، كمرآة تعكس حياة اليمنيين وتعزز ارتباطهم بالهوية الوطنية في البلاد. 


وتعد الأغنية الشعبية واحدة من الدعائم الثقافية اليمنية، كما يرى البعض، ونتاجا شعبيا متراكما، إلا أنه يتعرض لمحاولات طمس وتغييب، وهو أمر دفع الحكومة اليمنية لإعلان الأول من تموز/يوليو، يوما للاحتفاء بـ"الأغنية اليمنية" في كل عام.


وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الأرياني؛ إن "تخصيص يوم للاحتفاء بالأغنية اليمنية، جاء تفاعلا مع المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء، وتعزيزا للهوية وحماية التراث والفن اليمني في مواجهة الحملة الشرسة التي تشنها حركة الحوثي المدعومة من إيران ضد الفن والفنانين".


وطالب الأرياني قطاعات وزارته المختلفة بإقامة الفعاليات الاحتفالية بهذا اليوم من كل عام، في جميع محافظات البلاد.


ويرتبط الغناء اليمني بموروث غني ومتنوع، إلا أن تراجعه محليا، يثير تساؤلات عدة، منها: ما الذي يفتقده ليتجاوز التقليدية؟ وهل الأغنية غير قابلة للتطور؟


ميلاد جديد


وفي هذا السياق، قال الفنان اليمني، حسين محب؛ إن هذا اليوم، يشكل "ميلادا جديدا للأغنية اليمنية"، رغم وجودها منذ مئات السنين.


وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": تحديد يوم للاحتفاء بالأغنية اليمنية، هو بمنزلة تكريم لها، وتذكير للعالم كله، أن الموروث اليمني زاخر، ويستحق أن يحتفى به في أيام وليس في يوم واحد.


وبحسب محب، فإن الأغنية اليمنية سترى النور من جديد من خلال هذا التكريم، وسيسهم في تحقيق انتشار على أوسع نطاق، مشيرا إلى أن ذلك سيخلق تنافسا بين الفنانين في هذا اليوم، لتجهيز أعمال فنية يجددون فيها الأغاني،  وإخراجها بصورة لائقة.


واعتبر أن الأغنية اليمنية وخاصة اللون الصنعاني، لم يكن متوقعا، وإلا لما كانت ضمن التراث العالمي، رغم أنها بسيطة، إلا أن هناك قابلية لتطويرها.


وأكد أن الأغنية الشعبية الصنعانية لم تلق الاهتمام والدعم المطلوب، لكنه في المرحلة المقبلة، سيكون لها صدى كبير، سيما بعد الانجذاب الواسع لها.


ووفقا للفنان محب، فإن "مثل هذه الفعاليات، ستخلق أصداء واسعة للأغنية المحلية، وستشكل مساحة مهمة للإبداع.


وأوضح أن الأغنية  اليمنية تفتقر للدعم الإعلامي والتسويق لها، بالإضافة إلى أن العمل الغنائي لايزال دون المستوى المطلوب، وبحاجة إلى تنظيم.


لكنه استدرك قائلا: لا شك أن المرحلة المقبلة ستشهد عملا منظما يحقق الانتشار الواسع للأغنية، سواء على مستوى الوطن العربي أو العالم.


احتفاء ومقاومة أي طمس


من جانبه، قال الأكاديمي والناقد اليمني، قائد غيلان؛ إن يوم الأغنية اليمنية، احتفاء شعبي بهذا الفن من أجل لفت الانتباه به لأهميته، في ظل غياب أي مؤسسات تقوم بتكريم أو تحتفي بهذه المهمة التي قام بها الشباب، بما يتاح لهم من وسائل اتصال.


وحول توقيت إعلان الأول من تموز/يوليو، يوما للاحتفاء بالغناء اليمني في كل عام، أكد غيلان  لـ"عربي21" أنه في ظل ظروف الحرب والحصار، أي حديث ‏عن الأغنية كان سيقابل بالسخرية، وسيقال: الناس تجوع وتموت وتقتل، وأنتم تتحدثون عن الأغنية، لكن عندما شعر الشباب بخطر يتهدد الفن، وجدوا المبرر الكافي لرفع هذا الشعار وإحياء يوم للأغنية اليمنية. 


وأشار الأكاديمي اليمني إلى أن الأغنية اليمنية مثلها مثل أي فن شعبي، لا بد أن يحتفظ بطابعه المحلي.


ويرى أن أي محاولة لتطويره سوف تمسخ هويته، فيما الأساليب التقليدية هي الطريقة المثلى لتقديم ذلك الفن، لافتا إلى أن الأغنية اليمنية ليست وحدها من تقاوم التطور، فالفنون الشعبية تصمد من أجل مقاومة الطمس والتغيير.


وأردف الناقد اليمني قائلا: "احتفاظ الأغنية اليمنية بطابعها التقليدي ميزة وليس عيبا".


وأوضح الأكاديمي والناقد اليمني أن خروج بعض الفنانين اليمنيين إلى بلد المهجر لا يشكل ظاهرة، فالذين خرجوا لا يشكلون رقما، في وقت مازال الفنانون في اليمن يكافحون من أجل الاستمرار، وهم ناجحون في أداء مهمتهم.


وقد تفاعل نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بهذا اليوم، تحت هاشتاغ #يوم_الأغنية_اليمنية، ونشروا العديد من الأغاني اليمنية القديمة.