تعز.. أسبوع ملتهب يؤجج نيران حرب اليمن المتصاعدة

معارك عنيفة اشتعلت شرارتها في الثالث من مارس/ آذار الجاري، بين الجيش اليمني الحكومي والحوثيين في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، لتحطم هدوءا استمر عدة أشهر في المحافظة التي يتقاسم الجانبان السيطرة عليها.

 

وجاءت هذه المعارك إثر هجوم واسع شنه الجيش على مواقع تمركز الحوثيين في محورين بالريف الغربي لتعز، هما "الكدحة" و"مقنبة"، نجح خلاله من استعادة السيطرة على مساحات واسعة في المحورين.

 

ويرى مراقبون، أن الجيش يحاول تخفيف الضغط على محافظة مأرب (ِشرق) التي تشهد قتالا ضاريا مع الحوثيين وسط محاولات من الجماعة للتوغل باتجاه مركز المحافظة، الغنية بالثروات النفطية والتي تضم مقر وزارة الدفاع.

 

وفي أحدث عمليات القوات الحكومية، أعلن الجيش، في بيان مساء الخميس، أنه تمكن من تحرير جبل غباري الاستراتيجي غربي تعز، عقب معارك عنيفة مع جماعة الحوثي.

 

كما أفاد البيان، بأن القوات الحكومية "تمكنت من تحرير مناطق الكويحة والطوير الأعلى في المحافظة".

 

وأشار إلى أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الحوثيين في المعارك، دون ذكر إحصائية محددة، أو الإشارة لوقوع خسائر في صفوف قوات الجيش من عدمه.

 

ولم تعلق جماعة الحوثي على ما ورد في بيان الجيش حتى الساعة 20:45 (ت.غ).

 

تقدم الجيش الحكومي

 

نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي التابعة للجيش في تعز العقيد عبد الباسط البحر، قال إن "الجيش نجح في مباغتة الحوثيين بهجوم واسع غرب المحافظة".

 

وفي تصريح للأناضول، أضاف البحر: ”قواتنا دحرت المليشيات من جبهة الكدحة بالكامل وأحرزت تقدما كبيرا في جبهة مقبنة".

 

وتابع: ”تعاملنا بإيجابية مع كافة جهود السلام التزاما بتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية طيلة المرحلة الماضية، لكن المليشيات قابلت ذلك بالتصعيد المستمر“.

 

واعتبر أن "تقدم قوات الجيش يمثل تحولا مهما في مسار المعركة".

 

وشدد على أن "الجيش ماض في معركته حتى دحر المليشيات من كافة المواقع التي تسيطر عليها بالمحافظة ورفع الحصار عنها“.

 

ويتقاسم الجيش والحوثيون السيطرة على تعز، كبرى المحافظات من حيث عدد السكان، وفشلت الجماعة في تحقيق تقدم باتجاه مركز المحافظة منذ اندلاع النزاع في مارس 2015.

 

وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية، الحوثيين بفرض حصار على مركز محافظة تعز (يخضع لسيطرة الحكومة) ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان، ومتضرري الحرب، وهو ما تنفيه الجماعة.

 

موقف الحوثي

 

من جانبه، قال محافظ ذمار (شمال) في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليا، محمد البخيتي، بتقدم الجيش اليمني في محافظة تعز.

 

وقال البخيتي، في تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية، الخميس، إن "هناك تقدما بسيطا حققته قوات حزب الإصلاح (يقصد القوات الحكومية) بسبب أنهم حشدوا كافة قواتهم بمنطقة الكدحة في تعز".

 

وأضاف: "حرصنا منذ بداية العدوان على تجنيب تعز الحرب، ووافقنا على الانسحاب منها إلا أن حزب الإصلاح رفض التوقيع على اتفاق بهذا الشأن"، دون أن يورد تفاصيل أكثر بشأن ذلك.

 

وتابع: "طالما فتحوا معركة فنحن مضطرون للرد وسيتلقى حزب الإصلاح خسارة كبيرة".

 

ويشير البخيتي، في تصريحاته، إلى حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، وهو أكبر حزب إسلامي في البلاد، ويساند القوات الحكومية في حربها ضد الحوثيين في عدة جبهات باليمن.

 

ولم يعلق الحزب بشكل فوري حول تصريحات المسؤول الحوثي.

 

التعبئة العامة

 

والثلاثاء، نظمت جماعة الحوثي تظاهرة في منطقة البرح القريبة من مسلح المواجهات غربي تعز، شارك فيها العشرات من مسلحي الجماعة.

 

وخلال الفعالية، دعا محافظ تعز في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها، سليم مغلس، إلى ”استمرار التحرك الشعبي لتعزيز جهود التحشيد ورفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد“.

 

وقال مغلس: "التعجيل بحسم المعركة مسؤولية تقع على كافة فئات المجتمع من خلال استمرار دعم المرابطين ورفد الجبهات".

 

وفي المقابل، أعلن محافظ تعز بالحكومة الشرعية نبيل شمسان، الخميس، التعبئة العامة لدعم ومساندة الجيش، وفق بيان لمكتب إعلام المحافظة.

 

وأوضح أن التعبئة العامة، تعني "انتقال السلطة المحلية والجيش والأجهزة الأمنية والاقتصاد والسياسة والإعلام إلى حالة الحرب وحشد كافة الإمكانات البشرية والمادية لمعركة التحرير الفاصلة".

 

ودعا شمسان، عناصر الحوثي من أبناء المحافظة إلى "الانضمام إلى الشرعية والوقوف بجانب الجيش الوطني“.

 

وتفتح معركة تعز صفحة جديدة في فصول الحرب اليمنية المتواصلة منذ نحو 7 سنوات، وأودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وجعلت قرابة 80 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.

 

وإضافة إلى تعز، تشهد الحرب منذ أسابيع، تصعيدا ملحوظا في عدة جبهات، وسط مساع أممية ودولية مكثفة من أجل وقف إطلاق النار.

 

ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية؛ فمنذ مارس 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.